" أفكار للمناقشة "
درة العقد وخلاصة الخلاصة
أ.د. عبد المجيد حمزة الناصر
رئيس خبراء في مركز الوزارة
لأغراض تخطيط وهندسة منظومة التعليم العالي والبحث العلمي وبخطوات رصينة تدرك طبيعة المعطيات المجتمعية والدولية ومتطلبات المراحل التاريخية وحاجات الدولة والمجتمع في كل مرحلة على ( الجامعات / الهيئات ) أن تنتهج سياسة تعليمية ذات رؤية مستقبلية واضحة وخطة إستراتيجية متجددة بصورة دائمة مفادها أن تكون الجامعات / الهيئات محركاً أصيلاً للتطور والتنمية وتستفيد من التجارب الناجحة الإقليمية والدولية .
وتنطلق رسالة الجامعة / الهيئة من حقيقتين أساسيتين :-
1. أن التعليم والتعلم لا يعني اكتساب المهارات والتزود بالمعارف فحسب . بل يمتد إلى بناء الشخصية وتهذيب النفس وتنمية مبادئ الانفتاح على الآخر وتقبل مناقشة الآراء .
2. أن الجامعة / الهيئة لا تعمل في فراغ ، وإنما هي حلقة أساسية وهامة في منظومة متكاملة للتعليم العالي بما يعني ضرورة التعاون والتنسيق .
وتأسيساً على هاتين الحقيقتين تبنى الأهداف الأساسية للجامعة وفي مقدمتها :-
تقديم برامج متطورة في التعليم والبحث العلمي وخدمة المجتمع من خلال تقديم الخبرات والاستشارات وبرامج التدريب المستمرة والمتطورة .
ديمومة تطوير المناهج وطرائق التدريس والتدريب بشكل مستمر بما يتفق ومتطلبات العصر .
ربط المناهج والبرامج التعليمية بالاحتياجات الاقتصادية والثقافية للدولة والمجتمع ( سوق العمل ) .
ولما كان ( الخريج ) يمثل محور العمل في كافة البرامج والأنشطة التي تمارس في الجامعة / الهيئة . تحرص الجامعة أن يكون ( الخريج ) مزوداً بعدد من السمات والخصائص والصفات المتكاملة لبلوغ الأهداف المرتقبة في العمل المنتج في مؤسسات الدولة وخدمة المجتمع وفي مقدمتها :-
الوعي التام بثقافة وتقاليد وقيم المجتمع . مع الانفتاح على الثقافات الأخرى والتعامل معها بنظرة موضوعية وثقة في الذات ( دون الذوبان في الآخر ودون الانكفاء على الذات ) .
إجادة اللغة العربية وسلامتها واللغة الانكليزية .
القدرة على التعامل واستخدام التقنيات الحديثة .
القدرة على التحليل الموضوعي للمشكلات واقتراح الحلول لها .
التمكن من التحليلات الكمية وإجراء البحوث .
التعمق في التخصص والوعي والدراية بشبكة العلاقات بين التخصصات المختلفة .
أن يمتلك الشخصية القيادية القادرة على القيام بدور نافع في خدمة المجتمع .
ولتحقيق الغايات سافلة الذكر تعمل الجامعات / الهيئات على وضع الخطوط العريضة لما يمكن تسميته بخارطة طريق أو ( Master plan ) للخطوات الواجب أتباعها ومنها :-
وضوح الرؤية والالتزام بتحقيق الأهداف .
الاهتمام ببرامج التعليم المستمر والإيمان بكونها ضرورة لتحقيق التنمية البشرية المستدامة .
الانفتاح الواعي على كل ما يدور في الحقول المعرفية والتواصل مع الجديد النافع وذلك من خلال :-
• تشجيع الزيارات العلمية المتبادلة ( طلبة وتدريسيين ) .
• تنظيم الندوات والمؤتمرات العلمية و ورش العمل .
• إقامة علاقات علمية ومذكرات تفاهم وشراكات مع جامعات رصينة ( عربية ، إقليمية ، عالمية ) .
التخطيط السليم المستند إلى الفكر المستنير والحوارات العلمية الهادفة .
حسن الربط بين التعليم والتعلم والبحث العلمي والتركيز على البحوث التطبيقية التي تخدم المجتمع .
الربط العقلاني الدقيق لتخصيصات الموازنة بأولويات لعمل بالجامعة / الهيئة .
العمل بروح الفريق .
المراجعة المستمرة للخطط والتطورات والانجازات للتأكد من ملاءمتها وفاعليتها .
استقطاب وإعداد أعضاء هيئة التدريس ليكونوا مثالاً يحتذى به كتدريسيين ناجحين وباحثين متفوقين وخبراء نافعين .
تأسيس قيم التعليم العالي في مراحله كافة على منظومة القيم النبيلة : الخلق الرفيع والسلوك المنضبط القويم وتعزيز التسامح والمودة والألفة وتنمية الإبداع في المجالات العلمية والأدبية والفنية والإنسانية و رعاية وإطلاق طاقات المبدعين والموهوبين . ولكل العراقيين على حد سواء دون تمييز. وترسيخ هوية وطنية تجمع ولا تفرق مع احتفاظ كل ألوان الطيف بخاصيته كجزء من كل ، والكل في خدمة الأجزاء .
وأن درّة العقد وخلاصة الخلاصة أن نبدأ على بركة الله بالعمل بروح الفريق والعقل الجمعي والعمل المؤسسي ونطبق سياسة مجلس الجامعة أو الكلية وليس رئيس الجامعة أو عميد الكلية ولنعط القسم العلمي دوره القيادي واعتبار التدريسي الجامعي قيمة عليا في المجتمع .
ومن الله السداد والرشاد ونجاح المسعى
الرئيسية 
2011-05-31, 03:32
