موقع اكوالتي
موقع اكوالتي
موقع اكوالتي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

موقع اكوالتي

تعليم | بحوث دراسيه | نشاطات ثقافيه | تقارير علميه | ترجمة نصوص اجتماعيه | علماء | علوم | اخبار | دراسات | منوعات
 
موقع اكوالتي  الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  English  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 العقيدة الاسلامية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
اداب بوك
Admin
اداب بوك


الجنس : ذكر عدد المساهمات : 1367
تاريخ التسجيل : 08/07/2010

العقيدة الاسلامية  Empty
مُساهمةموضوع: العقيدة الاسلامية    العقيدة الاسلامية  Icon_minitime12010-11-17, 05:30

العقيدة الاسلامية

مقدمة حول محور العقيدة في القرآن الكريم



من يتأمل القرآن الكريم يدرك حجم الاهتمام الكبير بقضايا العقيدة فهو سبحانه يولي هذا الجانب أهمية عظمى، فينشئ التصورات حيناً، ويصحح التصورات الخاطئة حيناً أخرى، ويثني على أصحاب العقائد الصحيحة، ويبطل العقائد الفاسدة ويحاور أتباعها فيبين لهم خطأهم.
والقضايا العقدية التي عالجها القرآن كثيرة ومتشعبة فهو يتطرق إلى وحدانية الله سبحانه ونفي الشريك عنه، وإثبات الحشر والبعث بعد الموت، ولا يفتأ يذّكر بالجنة والنار ومصير الناس بعد موتهم، ويبين أحوال الآخرة والحساب والعقاب والصراط والميزان، ويوضح ما يتعلق بالأنبياء - عليهم السلام – حقوقهم ووجوب طاعتهم، ومعجزاتهم، ويردُّ الشبه المثارة حولهم، كل ذلك في أسلوب غاية في الدقة والقوة، يجمع بين المنطق العقلي والدليل الحسي والتسليم الغيبي .


ومنهج القرآن في ذكر دلائل العقيدة لا يقتصر على الخبر القرآني بل يسوق الدلائل العقلية والحسية والفطرية، ويتعرض لحجج المشركين والمبطلين، فيبين بطلانها وفسادها، لهذه الأسباب وغيرها ارتأينا أن نفرد العقائد القرآنية في هذا المحور الذي يبرزها بأسلوبها القرآني الفريد الذي يغني عن كثير من كتب العقيدة التي غلب على كثير منها سمة التعقيد في تناول قضايا العقيدة . فكان تعقيدها سبب نفرة عامة الناس عنها، فلم يشتغل بها إلا المتخصصون، وهو ما يتناقض مع غاية القرآن الكريم في بيان قضايا العقيدة وإيضاحها لكل الناس، لأنها مناط النجاة في الدنيا والآخرة، فاجتهدنا أن نرجع بالناس إلى الكتاب العزيز فنذكر عقائده بأسلوب سهل مبسط مباشر من غير أن نخل بالدقة الواجب مراعاتها في مثل هذه المسائل الهامة .

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://adabbook.yoo7.com
اداب بوك
Admin
اداب بوك


الجنس : ذكر عدد المساهمات : 1367
تاريخ التسجيل : 08/07/2010

العقيدة الاسلامية  Empty
مُساهمةموضوع: رد: العقيدة الاسلامية    العقيدة الاسلامية  Icon_minitime12010-11-17, 05:32

دلائل التوحيد العقلية في القرآن الكريم

مخاطبة العقل واستثارة التفكير أمر نهج عليه القرآن كثيراً في تثبيت العقائد وتقريرها، فهو ينتزع الدليل العقلي الواضح ويقدمه دليلاً يخاطب به كل عاقل، ولما كان التوحيد هو أول واجب على العباد، وآخر واجب، وهو سبب دخول الجنة والنجاة من النار، كانت أدلة التوحيد من الجلاء بمكان بحيث يتسع لكل عاقل فهمها وإدراكها .


ولهذا جاءت أدلة التوحيد العقلية في القرآن الكريم من الجلاء بمكان بحيث لا يستطيع عاقل إنكارها، وهو ما سيتضح جليا عند استعراض هذه الأدلة، وهو ما خصصنا له هذا المقال، فمن تلك الأدلة:
الدليل الأول: قوله تعالى: { أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون }(الطور:35)، وهذا التقسيم المنطقي يخاطب العقل البشري بالقول إن ما ترون من خلق السموات والأرض والنجوم والمجرات وهذا الخلق العظيم المتسع إما أن يكون خُلِقَ من عدم أي من لاشيء، أو أن هذا الكون خَلَقَ نفسه بنفسه، ولا شك في بطلان هذين الاحتمالين، فالعدم لا يخلق، والمخلوق لا يخلق نفسه، فلم يبق إلا الاحتمال الثالث، والذي ترك الحق سبحانه ذكره لوضوحه وجلائه، ولكي يصل إليه الإنسان بقليل من التأمل والتفكر، وهو أن لهذا الكون خالقا ورباً وإلهاً، وقد يقال: إن هذا الاحتمال وإن تعين إلا أنه لا يتعين في حق الله تعالى، فقد يكون الخالق غيره، مما لم نره ولم يرسل لنا رسولاً، فيقال: لو كان هذا الفرض صحيحاً لكان ما تدعونه إلهاً ناقصاً، فهو يرى خلقه يعبدون سواه، ويرى غيره يدعي ما هو مختص به ثم لا يحرك ساكناً، ولا يفعل شيئاً تجاه هذا الإله، وهل هذا إلا نوع من العجز أو الإهمال وهي صفات لا تليق بالإله الحق، ثم يقال: من أين عرفتم عن هذا الإله إذا لم يرسل رسله، ولم ينزل كتبه، ولم يعرِّف بنفسه، وهل هذا سوى محض توهم، وليس من دليل علمي يسنده، فعلام نترك ما قام الدليل على وجوده إلى ما نتوهم وجوده ؟


الدليل الثاني: قوله تعالى: { ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من إله إذا لذهب كل إله بما خلق ولعلا بعضهم على بعض سبحان الله عما يصفون عالم الغيب والشهادة فتعالى عما يشركون }(المؤمنون:91) وهذه الآية اشتملت على ما يسميه العلماء دليل التمانع: ومعناه أنا لو فرضنا مع الله آلهة أخرى فهي: إما أن تسلّم له بالألوهية أو تنازعه إياها، فالفرض الأول يلغي ألوهيتها إذ الخاضع مألوه وليس إلهاً، وإما أن تنازعه ملكه وسلطانه فيظهر أثر هذا التنازع في الكون في مغالبة الآلهة، وذهاب كل إله بما خلق، بحيث ينفرد كل واحد من الآلهة بخلقه، ويستبدّ به، ولرأيتم ملك كل واحد منهم متميزاً عن ملك الآخرين ، ولغلب بعضهم بعضاً كما ترون حال ملوك الدنيا حيث ممالكهم متمايزة، وهم متغالبون، وحين لا ترون أثراً لتمايز الممالك ولتغالب الآلهة، فاعلموا أنه إله واحد بيده ملكوت كل شيء .


ولو قال قائل: إن نوعاً من التوافق تم بين الآلهة، فانفرد كل إله بما خلق دون شقاق أو تنازع، لكان في ذلك أيضا أعظم الأدلة على بطلان ألوهيتهم، ذلك أن كل إله سوف تكون ألوهيته ناقصة في حق الطائفة التي لم يخلقها، وهذا يفضي إلى نقص في كل من الآلهة، وهو يستلزم المحال لأن الإلهية تقتضي الكمال لا النقص .


وثمة أمر آخر وهو أن تصير مخلوقات بعض الآلهة أوفر أو أقوى من مخلوقات إله آخر بعوارض تقتضي ذلك كما هو المشاهد في اختلاف أحوال مخلوقات الله تعالى الواحد ، فلا جرم أن ذلك يفضي إلى اعتزاز الإله الذي تفوقت مخلوقاته على الإله الذي تنحط مخلوقاته، وهذا يقتضي أن يصير بعض تلك الآلهة أقوى من بعض، وهو مناف للمساواة في الإلهية .


وأمر آخر وهو ضرورة أن يتمايز خلق كل إله عن غيرهم تمايزاً إما في المكان، أو في الزمان، أو في المعرفة، والخلق لا يشهدون هذا التمايز فدل على عدم وجوده .


الدليل الثالث: قوله تعالى: { قل لو كان معه آلهة كما يقولون إذا لابتغوا إلى ذي العرش سبيلا }(الإسراء:42) وفي تفسير هذه الآية وجهان:


الوجه الأول: أن من شأن أهل السلطان في العرف والعادة أن يتطلبوا توسعة سلطانهم، ويسعى بعضهم إلى بعض بالغزو، ويتألّبُوا على السلطان الأعظم ليسلبوه ملكه أو بَعضه، وهذا التفسير تأكيد للتفسير السابق .
الوجه الثاني: أن الكفار كانوا يقولون: { ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى }(الزمر: 3 ) فقال الله: لو كانت هذه الأصنام كما تقولون من أنها تقربكم إلى الله زلفى لطلبت لأنفسها أيضاً قربة إلى الله تعالى وسبيلاً إليه، ولطلبت لأنفسها المراتب العالية والدرجات الشريفة والأحوال الرفيعة، فلما لم تقدر أن تتخذ لأنفسها سبيلاً إلى الله فكيف يعقل أن تقربكم إلى الله . ثم إن طلبها القرب من الله وابتغاء السبيل إليه يخرجها عن كونها آلهة، لأن من خصائص صفات الإله استغناؤه عما سواه، وهذه الآلهة المزعومة محتاجة غير مستغنية فكيف يقال بألوهيتيها ؟!!


الدليل الرابع: قوله تعالى: { لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا }( الأنبياء:22)، ومعنى الآية أننا لو فرضنا وجود آلهة غير الله لأدى ذلك إلى فساد العالم، حيث يتنازع الملك آلهة مختلفون متضادون فيؤدي ذلك إلى فساد العالم وخرابه .


وهذه الآية كسابقتها في إثبات دليل التمانع، كما أنها تؤكد على انتظام أمر الكون من عرشه إلى أصغر ذرة فيه، والتركيب لكل جزء من أجزاء هذا الكون، وارتباط أنواع الكائنات كل واحد بالآخر يكشف عن أن الجزء والكل مخلوقان لخالق واحد عليم قدير حكيم .


فتركيب الذرة الواحدة من نواتها وما يدور حولها إلى تركيب الشمس والكواكب والمجرات، يكشف عن أن خالق الذرة والشمس والمجرة واحد { وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله وهو الحكيم العليم }(الزخرف:84)، { يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون * الذي جعل لكم الأرض فراشاً والسماء بناء وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقا لكم فلا تجعلوا لله أندادا وأنتم تعلمون }(البقرة:21-22).


فهذه بعض أدلة التوحيد العقلية التي اشتمل عليها القرآن الكريم، وهي أدلة واضحة جلية، يفهمها كل عاقل، ويخضع لها كل منصف، فالله هو من أرسل الرسل، وأنزل الكتب، لبيان التوحيد وبيان وجوب عبادته، وأما هذه الأصنام والأوثان والكواكب التي تعبد من دونه والتي تحمل صفات حدوثها، فلم ترسل رسلاً، ولم تنزل كتباً، فمن أين يستدل على ألوهيتها ؟!! والكون كله يشهد بتوحيده سبحانه، ولو كان هناك إله أو آلهة غير الله لرأيت آثارها وأفعالها ولحدث التنازع بينها، وأدى ذلك إلى اختلال في الكون كله، فهذا يحيي وذاك يميت، وهذا ينزل المطر، وذاك يمنعه، وهذا يعز وذاك يذل، فأي إرادة سوف تسير الكون مع وجود آلهة متعددة ؟!!.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://adabbook.yoo7.com
اداب بوك
Admin
اداب بوك


الجنس : ذكر عدد المساهمات : 1367
تاريخ التسجيل : 08/07/2010

العقيدة الاسلامية  Empty
مُساهمةموضوع: رد: العقيدة الاسلامية    العقيدة الاسلامية  Icon_minitime12010-11-17, 05:34

التحذير من الشرك في القرآن الكريم

إذا كان القتل والإبادة الجماعية جرائم تستنكرها البشرية، فإن الشرك بالله - عز وجل - أعظم جريمة على الإطلاق، فإن تلك جريمة في حق الإنسان، وهذه جريمة في حق الله تعالى، وحق الله أعظم من حق الإنسان، فالله هو الذي خلق الإنسان ورزقه وأعطاه ووهب له الصحة والمال والولد، فإذا به يترك حق عبادته ووجوب شكره ليعبد غيره ويتقرب إلى سواه .


ولخطورة الشرك فقد ورد التحذير منه في العديد من الآيات القرآنية، وتنوع الخطاب القرآني في ذلك، بدءا من التحذير منه وبيان خطره، وانتهاءً ببيان حكم المشرك وعاقبته في الآخرة، وسنعرض لهذا كله من خلال تتبع الآيات الواردة في هذا الشأن .


قال تعالى في بيان عظم جريمة الشرك: {وإذ قال لقمان لابنه وهو يعظه يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم }[لقمان: 13]، فوصف الشرك بالظلم العظيم لأنه تعدٍّ على حق الله تعالى علمياً وعملياً، علمياً باعتقاد إله غير الله، وعمليا بعبادة غيره سبحانه .


وبيّن سبحانه قلة عقول أهل الشرك، وسذاجة أحلامهم في عدولهم عن عبادة الله إلى عبادة غيره ممن لا يخلق، ولا يملك لهم ضراً ولا نفعاً، فقال سبحانه: { أيشركون ما لا يخلق شيئا وهم يخلقون }(الأعراف: 191). وقال تعالى: { ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم }(يونس: 18). ومع وضوح عجز آلهة المشركين المصطنعة إلا أنهم يعبدونها بزعم أنها تشفع لهم عند الله، فأجابهم الله بقوله: { ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله قل أتنبئون الله بما لا يعلم في السماوات ولا في الأرض } وما لا يعلمه الله فلا وجود له، فكيف تزعمون أن تلك الآلهة الباطلة تشفع لكم عند الله، وهو سبحانه ينكر عليكم عبادتها، ولا يعترف لكم بشفاعتها !!


وبيّن سبحانه اهتزاز إيمان المشركين بآلهتهم فهم يدعونها حال رخائهم ويسرهم، ويتخلون عن دعائها في ساعات الكرب والشدة، وفي هذا دلالة ظاهرة أن إيمانهم بتلك الأوثان لا يعدو أن يكون تقليداً لأسلافهم على غير هدى، قال تعالى:{ ثم إذا كشف الضر عنكم إذا فريق منكم بربهم يشركون }(النحل: 54)، وقال تعالى: { هو الذي يسيركم في البر والبحر حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم بريح طيبة وفرحوا بها جاءتها ريح عاصف وجاءهم الموج من كل مكان وظنوا أنهم أحيط بهم دعوا الله مخلصين له الدين لئن أنجيتنا من هذه لنكونن من الشاكرين }(يونس:22).


وقارن سبحانه في آيات كثيرة بين فعل الله لعباده، وما تفعله هذه الآلهة المزعومة المدعاة، وذلك لإظهار فضل الله ونعمته في مقابل عجز هذه الأصنام وسلبيتيها، ولا شك أن العقل يقضي بعبادة من يُنتفع به دون من لا يُنتفع به، قال تعالى: { قل هل من شركآئكم من يهدي إلى الحق قل الله يهدي للحق أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أمن لا يهدي إلا أن يهدى فما لكم كيف تحكمون }(يونس:35) فالله هو الهادي لسبل الحق والهدى، والأوثان خرساء صماء لا تسمع ولا تنطق، فمن أحق بالعبادة والاتباع ؟!! وقال تعالى: { أمن خلق السماوات والأرض وأنزل لكم من السماء ماء فأنبتنا به حدائق ذات بهجة ما كان لكم أن تنبتوا شجرها أإله مع الله بل هم قوم يعدلون * أمن جعل الأرض قرارا وجعل خلالها أنهارا وجعل لها رواسي وجعل بين البحرين حاجزا أإله مع الله بل أكثرهم لا يعلمون * أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض أإله مع الله قليلا ما تذكرون * أمن يهديكم في ظلمات البر والبحر ومن يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته أإله مع الله تعالى الله عما يشركون * أمن يبدأ الخلق ثم يعيده ومن يرزقكم من السماء والأرض أإله مع الله قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين }(النمل: 60-64)، فالله هو الذي أنزل المطر، وأنبت النبات، وخلق الأرض وهيأ سبل العيش فيها، وهو الهادي في ظلمات البر والبحر، إلى غير ذلك من نعمه التي لا تعد ولا تحصى، فأين أفعال أصناكم - أيها المشركون - وأين نعمها وأفضالها ؟ وإذا لم يكن لها وجود فكيف تعبدونها ؟ وتتركون عبادة المنعم المتفضل سبحانه !!


وبيّن سبحانه أن الشرك لا يقتصر على شرك العبادة والاعتقاد، بل يتسع ليشمل شرك الطاعة، طاعة غير الله في تحليل ما حرمه الله، أو تحريم ما شرعه سبحانه، قال تعالى: { اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله والمسيح ابن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلها واحدا لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون }(التوبة: 31)، قال الشيخ العلامة الشنقيطي في أضواء البيان: " فإن عدي بن حاتم - رضي الله عنه - لما قال للنبي - صلى الله عليه وسلم - : كيف اتخذوهم أرباباً ؟ قال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: ( إنهم أحلوا لهم ما حرم الله، وحرموا عليهم ما أحل الله فاتبعوهم )، وذلك هو معنى اتخاذهم إياهم أربابا . ويفهم من هذه الآيات بوضوح لا لبس فيه أن من اتبع تشريع الشيطان مؤثراً له على ما جاءت به الرسل، فهو كافر بالله، عابد للشيطان، متخذ الشيطان رباً، وإن سمى اتباعه للشيطان بما شاء من الأسماء؛ لأن الحقائق لا تتغير بإطلاق الألفاظ عليها، كما هو معلوم " أ.هـ .


وبيّن سبحانه في آيات كثيرة ثواب من أتى بالتوحيد والعمل الصالح واجتنب الشرك وأنه موعود بلقاء الله وكرامته، قال تعالى: { قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحدا }(الكهف:110).


وفي آيات أخرى بيّن سبحانه حالة السقوط المعنوي التي يعيشها المشرك فهو ينحدر من قمة التوحيد السامقة إلى دركات الشرك والوثنية، قال تعالى: { حنفاء لله غير مشركين به ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير أو تهوي به الريح في مكان سحيق }(الحج: 31)، يقول سيد قطب - رحمه الله - : " يرسم النص مشهداً عنيفاً يصور حال من تزل قدماه عن أفق التوحيد، فيهوي إلى درك الشرك. فإذا هو ضائع ذاهب بدداً كأن لم يكن من قبل أبداً، إنه مشهد الهويّ من شاهق، { فكأنما خر من السماء }، وفي مثل لمح البصر يتمزق { فتخطفه الطير }، أو تقذف به الريح بعيداً بعيداً عن الأنظار: { أو تهوي به الريح في مكان سحيق }، في هوة ليس لها قرار! والملحوظ هو سرعة الحركة مع عنفها وتعاقب خطواتها في اللفظ « بالفاء » وفي المنظر بسرعة الاختفاء . . على طريقة القرآن الكريم في التعبير بالتصوير . وهي صورة صادقة لحال من يشرك بالله ، فيهوي من أفق الإيمان السامق إلى حيث الفناء والانطواء . إذ يفقد القاعدة الثابتة التي يطمئن إليها . قاعدة التوحيد . ويفقد المستقر الآمن الذي يثوب إليه؛ فتتخطفه الأهواء تخطف الجوارح، وتتفاذفه الأوهام تقاذف الرياح . وهو لا يمسك بالعروة الوثقى ، ولا يستقر على القاعدة الثابتة ، التي تربطه بهذا الوجود الذي يعيش فيه " أ.هـ .


وإذا كان هذا حال المشرك في الدنيا فإن عقابه في الآخرة أشد وأبقى، قال تعالى: { إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد افترى إثما عظيماً }(النساء : 48)، وقال تعالى: { إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد ضل ضلالا بعيدا }(النساء: 116) فالشرك هو الذنب الذي لا يغفره الله - عز وجل - يوم القيامة، ومصير المشرك إن مات على شركه جهنم خالداً فيها دونما أدنى أمل في النجاة، على خلاف غيره من العصاة والمذنبين من أهل التوحيد، روى الطبري عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في تفسير آية: { إن الله لا يغفر أن يشرك به } قال: " فحرّم الله تعالى المغفرة على من مات وهو كافر، وأرجأ أهل التوحيد إلى مشيئته، فلم يؤيسهم من المغفرة ".


وفي القرآن الكثير من الآيات التي توضح حكم الشرك وحال المشركين في الدنيا والآخرة، وهي أكثر من أن تحصر في مثل هذا المقال، وفيما قدمنا كفاية في بيان خطورة الشرك وعاقبة المشرك يوم القيامة .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://adabbook.yoo7.com
اداب بوك
Admin
اداب بوك


الجنس : ذكر عدد المساهمات : 1367
تاريخ التسجيل : 08/07/2010

العقيدة الاسلامية  Empty
مُساهمةموضوع: رد: العقيدة الاسلامية    العقيدة الاسلامية  Icon_minitime12010-11-17, 05:35

الآيات القرآنية في إثبات صفة اليد لله تعالى

وردت صفة اليد مضافة لله في عشر آيات من القرآن الكريم، الأولى في المائدة (64) في قوله تعالى:{ بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء } فأثبتت هذه الآية صفة اليدين لله تعالى، ووصفتهما بالبسط دلالة على سعة الكرم والعطاء .


وتأويل من أوّل الآية على أن المراد منها النعمة أو القوة أو الملك غير صحيح، فإن المثنى لا يقوم مقام الجمع، وذلك أنّ العرب قد تخرج الجمع بلفظ الواحد لأداء الواحد عن جميع جنسه، ولكنها لا تخرج الجمع بلفظ المثنى، وكلا من النعمة والقوة والملك لا يمكن تثنيتها، فلا يقال نعمتاه فنعمه كثيرة، أو ملكاه فملكه واسع لا ينحصر، أو قوتاه فقوته عامة فالله على كل شيء قدير.


والآية الثانية في سورة ص (75) وهي قوله تعالى:{ يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي }، وهذه الآية تدل على تكريم الله لآدم - عليه السلام - حيث خصه بأن خلقه بيده، في حين خلق سائر الخلق بقوله:{ كن }، وتخصيص "اليد" بذكرها في خلق آدم يدل على فساد من ذهب إلى أن معنى اليد القدرة أو النعمة، إذ الكل مخلوق بقدرة الله ونعمته، فلا مزية لآدم – وفق تفسيرهم - في هذا التخصيص .


والآية الثالثة في سورة يس (71) وهي قوله تعالى:{ أو لم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا أنعاماً }، ولا تعلق لهذه الآية بصفة اليد، وإنما المراد منها أن الله خلق الأنعام بنفسه، وإضافة العمل إلى اليد والمراد صاحبها معروف في لغة العرب التي نزل بها القرآن، قال تعالى: { وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم } فأضاف كسب الإنسان إلى يده، ومن كسبه ما يكون صادراً عن غير يده كقوله ومشيه، وعليه فالمراد من هذه الآية نسبة الخلق إليه، وتذكير العباد بنعمه وآلائه، ومنها خلق الأنعام، ليشكروه ويطيعوا أمره .


والآية الخامسة في سورة الزمر (67) وهي قوله تعالى: { والسموات مطويات بيمينه }، وهذا إثبات لليمين، وهي صفة ليديه سبحانه، ويدل على هذا التفسير ما ورد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ( يقبض الله عز وجل الأرض يوم القيامة ويطوي السموات بيمينه، ثم يقول: أنا الملك، أين ملوك الأرض ؟ ) رواه البخاري ومسلم .


وأما كون اليمين صفة ليديه سبحانه، فلما رواه عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - : قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: ( إن المقسطين عند الله على منابر من نور عن يمين الرحمن – وكلتا يديه يمين – الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولُوا ) أخرجه مسلم .


والآية السادسة في سورة الحاقة (44-45) وهي قوله تعالى: { ولو تقول علينا بعض الأقاويل لأخذنا منه باليمين } وفي تفسير الآية قولان:


قول ينسب اليمين لله، ويجعل معناها القوة والقدرة، يقول الطبري: " يقول: لأخذنا منه بالقوة منا والقدرة، ثم لقطعنا منه نياط القلب، وإنما يعني بذلك أنه كان يعاجله بالعقوبة، ولا يؤخره بها "


وقول يقول: إن معنى الآية: لأخذنا بيده اليمنى؛ ثم نقطع منه بعد ذلك الوتين، والأخذ في الآية لمعنى الإهانة والإذلال .


وليس في أحد القولين تأويل بمعناه الاصطلاحي أي: إخراج النص عن ظاهره، إذ كلا القولين في تفسير الآية محتمل من غير مرجح لأحدهما، فيمكن أن يكون المعنى لأخذنا بيمينه أي بيمين العبد، ويمكن أن يقال لأخذنا منه باليمين، أي: بأيماننا، وعلى التفسير الثاني، يمكن أن يقال أن المراد بأيماننا أي: بأيدينا، ويمكن أن يكون المعنى مجازياً بمعنى القوة والقدرة، وهذه الآراء ذكرها الطبري شيخ المفسرين في تفسيره نقلاً عن السلف الصالح، فهي آراء سائغة في تفسير الآية، والقول بأن هذه التفاسير تأويل للنص غير صحيح، فإن دلالة النص غير قطعية ولا ظاهرة في معنى خاص، وإنما النص بذاته محتمل، فالقول بأحد القولين السابقين في تفسير الآية ليس تأويلاً بالمعنى الإصطلاحي، وإنما هو من خلاف التنوع في التفسير

والآية السابعة في سورة الفتح (Cool وهي قوله تعالى: { يد الله فوق أيديهم } وفي تفسير هذه الآية قولان: أحدهما: يد الله فوق أيديهم عند البيعة، لأنهم كانوا يبايعون الله ببيعتهم نبيه صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم; والقول الآخر: أن قوّة الله فوق قوّتهم في نصرة رسوله - صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم -، لأنهم إنما بايعوا رسول الله - صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم - على نُصرته على العدو، فهو تأكيد للبيعة بأن الله مؤيد لمن بايع النبي - صلى الله عليه وسلم - ومناصر له، فكما أن من أطاع الرسول فقد أطاع الله، فكذلك من بايع الرسول فقد بايع الله .


ولا يقال أن تفسير من فسّر من السلف هذه الآية بالقوة أو القدرة هو من التأويل الذي أنكره السلف الصالح، وبينوا فساد منهج سالكه، ذلك أن السلف أثبتوا صفة اليد لله تعالى بالأدلة الصريحة في ذلك، وأما الأدلة المحتملة كهذه الآية وسابقتها فهما مما اختلفت فيهما الأنظار، فمن قال أن المراد بهما القوة أو القدرة لا يعني هذا أنه ينفي صفة اليد عن الله، وإنما يقول أن هاتين الآيتين لا تدلان على هذه الصفة، فالخلاف في الاستدلال، لا في الإيمان بهذه الصفة وإثباتها، فليس كل نص ورد فيه نسبة اليدين لله قلنا أن المراد به "الصفة" وإنما المعتمد في ذلك مراعاة السياق والنظر في الأدلة التي تحدد المعنى وتبينه .


والآية الثامنة في الحديد (29) وهي قوله تعالى: { وأن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء } أي أن الفضل ملك لله يؤتيه من يشاء من عباده .


هذه هي أغلب الآيات التي وردت فيها نسبة اليد لله تعالى، وهي كما ترى على أقسام منها آيات صريحة في الدلالة على الصفة، وآيات غير صريحة، وغير الصريحة لا تنفي الصريحة، وكذلك العكس، فعلى المسلم أن يسلّم لله بهذه الصفة، فهو سبحانه أعلم بنفسه حيث نسب هذه الصفة لنفسه، ولا يتجاوز المسلم ما أثبته الله لنفسه، فيؤول أو يكيّف أو يعطّل، فكل ذلك على خلاف ما أراد الله، وعلى خلاف ما سار عليه السلف الصالح من الصحابة والتابعين ومن تبعهم على هديهم، في إثبات صفات الله التي أخبر بها عن نفسه، أو أخبر بها رسوله .


ومن الجدير بالتنبيه أن نقول: إن المسلم عند إثباته صفة اليد لله وغيرها يجب عليه تجنب كل سبيل لتخيل هذه الصفة أو تلك، فالله ليس كمثله شيء، وصفاته ليست كصفات المخلوقين.


ومهما حاول الإنسان أن يتخيل صورة صفة، فسيقع لا محالة في التشبيه، فإن مخيلة الإنسان تعجز عجزاً مطلقاً أن تتخيل شكلاً أو هيئة لم تحسها، فبالتالي كل ما يتخيله العقل البشري عن صفات الله هو محض تشبيه، يجب على المسلم نفيه، فكل ما خطر ببال الإنسان فالله على خلاف ذلك، { ليس كمثله شيء وهو السميع البصير }( الشورى: 11 ) .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://adabbook.yoo7.com
اداب بوك
Admin
اداب بوك


الجنس : ذكر عدد المساهمات : 1367
تاريخ التسجيل : 08/07/2010

العقيدة الاسلامية  Empty
مُساهمةموضوع: رد: العقيدة الاسلامية    العقيدة الاسلامية  Icon_minitime12010-11-17, 05:37

صفة "كلام الله" في القرآن الكريم

وردت صفة "كلام الله" في العديد من الآيات القرآنية، ولكن بأساليب متعددة، فوردت بالتصريح بكون القرآن "كلام الله" في ثلاث آيات، في سورة البقرة (75):{ وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون }، وفي سورة التوبة (6):{ وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه }، والمقصود بكلام الله هنا القرآن، وفي سورة الفتح: (15) في قوله تعالى عن المنافقين: { يريدون أن يبدلوا كلام الله } أي أمر الله في القرآن .




ووردت "صفة الكلام" بنسبة فعل التكلم له سبحانه وذلك في آيتين، الأولى في سورة البقرة (253) في قوله تعالى:{ تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله }، فجعل تكليم الله لبعض أنبياءه تفضيلا لهم. والثانية في سورة النساء (164) في قوله تعالى: { وكلم اللهُ موسى تكليماً }، فصرح في الآية بأن الله كلّم موسى وأكد ذلك بقوله: " تكليماً" تأكيدا على اتصافه سبحانه بهذه الصفة، وأنها على الحقيقة في حقه تعالى.




ووردت هذه الصفة بالتصريح بفعل المناداة منسوبا لله تعالى، وذلك في عشر آيات، في سورة الأعراف: ( 22 ) قوله تعالى:{ وناداهما ربهما ألم أنهكما عن تلكما الشجرة وأقل لكما إن الشيطان لكما عدو مبين }، وفي سورة مريم ( 52 ) قوله تعالى: { وناديناه من جانب الطور الأيمن }، وفي النمل ( 8 - 9 ) قال تعالى: { فلما جاءها نودي أن بورك من في النار ومن حولها وسبحان الله رب العالمين * يا موسى إنه أنا الله العزيز الحكيم }، وفي القصص (11-12) قوله تعالى: { فلما أتاها نودي من شاطئ الوادي الأيمن في البقعة المباركة من الشجرة أن يا موسى إني أنا الله رب العالمين }، وفي طه (11-12):{ فلما آتاها نودي يا موسى * إني أنا ربك فاخلع نعليك إنك بالواد المقدس طوى }، وفي الشعراء (10): { وإذ نادى ربك موسى أن ائت القوم الظالمين }، وفي القصص (46):{ وما كنت بجانب الطور إذ نادينا }، وفي النازعات (15 - 16): { هل أتاك حديث موسى * إذ ناداه ربه بالواد المقدس طوى }.




ووردت صفة "الكلام" بصيغة نسبة القول إليه سبحانه في آيات كثيرة منها، قوله تعالى في سورة سبأ (23): { حتى إذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم قالوا الحق وهو العلي الكبير }، وفي سورة يس ( 58 ) قوله تعالى: { سلام قولا من رب رحيم }، وغير ذلك من الآيات الكثيرة .


وصفة كلام الله كما يعرّفها العلماء هي نطق الله سبحانه بحرف وصوت يليق بجلال الله وعظمته سبحانه يُسمعه من يشاء من خلقه . وأن هذه الصفة كغيرها من صفات الله سبحانه غير مخلوقة، وهو ما صرّح به القرآن حين فرّق بين الخلق والأمر، فقال تعالى:{ ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين }(الأعراف: 54 ) فلو كان خلقه كأمره لما فرّق بينهما، ولو كان الأمر مخلوقا لزم أن يكون مخلوقاً بأمر آخر، والآخر بآخر، إلى ما لا نهاية له، فيلزم التسلسل وهو باطل .




ورغم وضوح آيات القرآن في إثبات صفة الكلام، إلا كثيرين خالفوا مذهب السلف في إثباتها، ورأوا أنها على خلاف ظاهرها، فنفوا أن يكون الله متكلماً، وأولوا الآيات المصرّحة بذلك بأن المراد منها هو الكلام النفسي، أي المعاني التي يخلقها الله في نفس من أراد كلامه، وأن كلاً من القرآن والتوراة والإنجيل مخلوقة لله، واستدلوا على ذلك بآيات من القرآن يمكن تقسيمها إلى أقسام:





القسم الأول: إدخالهم صفة "الكلام" في عموم الخلق:

وذلك في المواضع التي نصت على أن الله خالق كل شيء، في سورة الأنعام ( 101 ) قوله تعالى: { وخلق كل شيء }، وفي سورة الرعد ( 16 ) قال تعالى: { قل الله خالق كل شيء }، وفي سورة الفرقان (2) قال تعالى: { وخلق كل شيء فقدره تقديراً }، وفي الزمر (62) قوله تعالى:{ الله خالق كل شيء وهو على كل شيء وكيل }، وفي سورة غافر (62) قوله تعالى:{ ذلكم الله ربكم خالق كل شيء }، قالوا: والقرآن شيء، فهو داخل في عموم هذه الآيات إذاً فهو مخلوق لله تعالى .




ولا شك في خطأ الاستدلال بعموم هذه الآيات على خلق صفة الكلام، إذ القول في صفة الكلام كالقول في سائر الصفات، فإذا كانت صفة الكلام مخلوقة وداخلة تحت عموم هذه الآيات فغيرها من الصفات كذلك كالعلم والقدرة والإرادة وهو ما لا يقوله مسلم، بل إن الأمر أكبر من ذلك فإن الله أطلق على نفسه لفظ شيء، قال تعالى: { قل أي شيء أكبر شهادة قل الله }(الأنعام: 19) فهل تدخل ذات الله في عموم { الله خالق كل شيء }؟!! لا شك إذاً في بطلان هذا الاستدلال .




القسم الثاني: الاستدلال بالآيات التي يصرح فيها الله سبحانه بأنه جعل القرآن عربياً:
وذلك في موضعين في سورة فصلت ( 44 ) في قوله تعالى: { ولو جعلناه قرآنا أعجمياً لقالوا لولا فصلت آياته }، وفي سورة الزخرف ( 3 ) في قوله تعالى:{ إنا جعلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون }، قالوا: والجعل هنا بمعنى الخلق، أي: أن الله خلق القرآن عربياً، وهو استدلال باطل، ذلك أن "جعل" لا تكون بمعنى خلق إلا عديت بمفعول واحد، أما إذا عديت بمفعولين فلا تكون بمعنى خلق، كقوله تعالى: { ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلاً }(النحل: 91 ) وكقوله تعالى: { ولا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم }(البقرة:224) وقال تعالى: { الذين جعلوا القرآن عضين }(الحجر:91) وقال تعالى: { ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك }(الإسراء:29) وَقَالَ تَعَالَى: { ولا تجعل مع الله إلها آخر }(الإسراء:39) ونظائره كثيرة فَكَذَا قَوْلُهُ تَعَالَى { إنا جعلناه قرآنا عربياً } أي تلكمنا به وأنزلناه عربياً كما في قوله تعالى: { وكذلك أنزلناه قرآنا عربيا }(طه:113) وكما في قوله تعالى:{ وكذلك أوحينا إليك قرآنا عربياً } وبهذا يتضح أن معنى جعل القرآن عربياً ليس خلقه عربياً، وإنما إنزاله عربياً وتكلم الله به بلغة عربية فصيحة .




القسم الثالث: وصف القرآن بالحدوث: وذلك في مواضع منها في سورة الطلاق (1) في قوله تعالى:{ لعل الله يحدث بعد ذلك أمراً }، وفي سورة الأنبياء (2) في قوله تعالى:{ ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث إلا استمعوه وهم يلعبون }، وفي سورة الشعراء (5) في قوله عز وجل:{ ما يأتيهم من ذكر من الرحمن محدث إلا كانوا عنه معرضين }، قالوا: والمحدث مخلوق .




والجواب عن هذا أن الآية الأولى لا تعلق لها بخلق القرآن أو بكونه صفة غير مخلوقة، فإن الآية تتحدث عن وجوب بقاء المعتدة في بيت الزوجية رغم وقوع الطلاق الرجعي عليها، لعل الله يحدث بين الزوجين من أسباب الود ما يجعل الزوج يتراجع عن طلاقها, ويرجعها إلى عصمته، فالآية لا تتحدث عن إحداث آيات القرآن، ولكن عن إحداث مسببات ودوافع جديدة في نفس الزوج لاستبقاء زوجته .




أما آية الأنبياء وآية الشعراء فصفة"محدث" فيها ليست صفة للقرآن من حيث هو، ولكنها صفة لإنزال القرآن، أي: أن الإنزال والإتيان محدث، وهذا يتفق مع واقع القرآن الذي نزل منجماً، ولم ينزل دفعة واحدة، فكلما وقعت حادثة ونزل القرآن موضحاً سبيل الحكم فيها، أعرض المشركون عن كلام الله واشتغلوا بما لا فائدة في الاشتغال به من اللعب واللهو . فالإحداث في هاتين الآيتين لا تعلق له بخلق القرآن أو بعدم خلقه، وإنما الآيتان تستعرضان موقف المشركين من نزول القرآن وكيف أنهم يعرضون عنه ويشتغلون باللهو واللعب .




القسم الرابع نسبة قول القرآن لغير الله:
وذلك في سورة الحاقة (40) في قوله تعالى:{ إنه لقول رسول كريم } يعني النبي صلى الله عليه وسلم، وفي سورة التكوير (19- 20) في قوله تعالى:{ إنه لقول رسول كريم * ذي قوة } يعني جبريل عليه السلام، قالوا: ونسبته لغير الله دليل على أنه ليس كلامه .




وهو استدلال غير صحيح، لأنه معارض بالآيات الصريحة التي لا تقبل التأويل في أن القرآن كلام الله، أما هذه الآيات فهي من باب الإضافة، أي نسبة الشيء إلى ما له به نوع تعلق، ومن المعلوم أنه يكفي في صدق الإضافة أدنى سبب، فتقول هذه سيارتي وهذا بيتي وإن لم تملكهما، وكذلك النسبة في هاتين الآيتين، فنسبة القرآن لجبريل – عليه السلام – هو لكونه مبلغه للنبي، ونسبة القرآن للنبي - صلى الله عليه وسلم – هو لكونه مبلغه للناس كافة فهذا سبب إضافة القرآن إليهما - عليهما السلام -.




فهذه أدلة إثبات صفة "الكلام" لله تعالى الواردة في كتاب الله تعالى، وهي أدلة كثيرة أوردنا بعضها، وتعرضنا لما يستدل به من نفى هذه الصفة من آيات الكتاب، وأوضحنا خطأ استدلالهم، والمعنى الصحيح للآيات التي استدلوا بها، بما لا يدع مجالا للشك في أن صفة الكلام ثابتة له سبحانه، فهو يتكلم بما شاء، كيف شاء، متى شاء، وأن هذه الصفة صفة كمال لا يجوز نفيها، وكيف تنفى عنه سبحانه، وقد علّم أنبياءه أن يستدلوا على المشركين ببطلان أصنامهم بأنها لا تتكلم، فهذا الخليل إبراهيم - عليه السلام - يخاطب أصنام قومه على سبيل السخرية بقوله:{ ما لكم لا تنطقون }(الصافات: 92)، وهذا موسى عندما أراد أن يوضح لقومه بطلان عبادتهم للعجل قال لهم: { أفلا يرون ألا يرجع إليهم قولاً }(طه: 89) فالكلام صفة كمال لله تعالى، وانتفاؤها صفة نقص، والنقص لا يليق بالله سبحانه .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://adabbook.yoo7.com
اداب بوك
Admin
اداب بوك


الجنس : ذكر عدد المساهمات : 1367
تاريخ التسجيل : 08/07/2010

العقيدة الاسلامية  Empty
مُساهمةموضوع: رد: العقيدة الاسلامية    العقيدة الاسلامية  Icon_minitime12010-11-17, 05:38

آيات القرآن في فضل الصحابة الكرام[b]

سجل القرآن الكريم العديد من الآيات التي تبين فضل صحابة النبي - صلى الله عليه وسلم – وما قاموا به نصرة لدين الله تعالى، ابتداء من هجر دين آبائهم وما جر ذلك عليهم من عداوة الأقربين، ومن تركهم وهجرتهم لأهلهم وبلادهم وأموالهم وأولادهم ابتغاء رضوان الله تعالى، ومن وقوفهم مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في قتال المشركين، ومن صبرهم على شظف العيش ومرارة الحياة، ومن إنفاقهم في سبيل الله على قلة ذات أيديهم، كل ذلك سجله القرآن الكريم، ليسجل للأجيال أعظم صورة لجيل الصحابة الكرام في بذلهم وعطائهم وصدقهم وإخلاصهم، فمن الآيات التي وردت في فضل الصحابة وذكر مواقفهم، ما ورد في سورة الأنفال (64): { يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين }، أي: أن الله كافيك وكافي المؤمنين معك شر أعدائهم ومكرهم، وهذه تزكية للصحابة الكرام بأن الله كافيهم وناصرهم على عدوهم. ومنها ما في سورة الأنفال أيضاً (62) { هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين }، حيث امتن الله على نبيه بنصرته إياه، وبنصر المؤمنين وهم الصحابة له، وهذه منزلة عظيمة أنزلهم الله إياها إذ جعلهم أنصاره وأنصار نبيه - صلى الله عليه وسلم -.


وفي سورة الأنفال (63) قال تعالى: { وألّف بين قلوبهم لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم إنه عزيز حكيم }، وهذه فضيلة عظيمة للصحابة من الأنصار والمهاجرين بأن الله حبب بعضهم لبعض، وجمع قلوبهم على الحق والهدى فأصبحوا من أتباعه وأنصاره .


وفي التوبة (20) يقول الله تعالى: { الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم أعظم درجة عند الله وأولئك هم الفائزون }، وهذا بيان لفضل الصحابة الكرام من المهاجرين، الذين تركوا ديارهم وأموالهم طاعة لله، وابتغاء مرضاته، بأن لهم الدرجات العلى في الآخرة، والمنازل الرفيعة، وأنهم هم الفائزون حقاً .


وفي الأنفال (74) قال سبحانه: { والذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله والذين آووا ونصروا وأولئك هم المؤمنون حقاً لهم مغفرة ورزقٌ كريمٌ }، وفي هذه الآية جمع الله الفضل لفريقي الصحابة، وهم المهاجرون والأنصار، من هاجر، ومن آوى، فشهد لهم بحقيقة الإيمان، ووعدهم بالمغفرة والرزق الواسع.


وفي الأنفال: (75) قال تعالى: { والذين آمنوا من بعد وهاجروا وجاهدوا معكم فأولئك منكم }، وهنا تزكية أخرى لمن تخلف عن الهجرة والجهاد، ثم لحق بالصحابة بأنهم منهم في وجوب الولاية والنصرة .


وفي التوبة (88) قال تعالى: { لكن الرسول والذين آمنوا معه جاهدوا بأموالهم وأنفسهم وأولئك لهم الخيرات وأولئك هم المفلحون أعد الله لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ذلك الفوز العظيم }، وهذه تزكية عظيمة للصحابة الكرام حيث جمعهم الله مع نبيه - صلى الله عليه وسلم - في الإيمان والجهاد والثواب في الآخرة والجزاء بالخلود في الجنات .

وفي التوبة (100) قال تعالى: { والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم }، وهذا تفضيل للسابقين من المهاجرين والأنصار في الأجر والثواب، وأن سبقهم لا يقصي من جاء بعدهم، بل هم معهم أيضاً في الرضوان والجنان مع الخلود التام .


وفي الأحزاب (23) قال سبحانه: { من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه }، فوصفهم بالصدق، وهذا يشمل الصدق في الإيمان والصدق في مواقف التضحية، وهي شهادة عظيمة للصحابة الكرام بصدق القول والعمل .


وفي الفتح (18) قال تعالى: { لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحاً قريباً } وهذا إعلان رضا من الله سبحانه عن الصحابة الكرام ممن بايع النبي - صلى الله عليه وسلم - بيعة الرضوان، بأنه سبحانه علم صدق قلوبهم، وثباتها على الإيمان فأثابهم على صبرهم، ووعدهم فتح مكة في القريب العاجل .


وفي سورة الفتح أيضاً (29) قال تعالى: { محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجداً يبتغون فضلاً من الله ورضواناً سيماهم في وجوههم من أثر السجود } إلى آخر السورة وهذه فضيلة أخرى سجلها القرآن للصحابة الكرام حيث جمعهم مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في وصفه لهم بأنهم أشداء على الكفار، رحماء بينهم، مواظبين على أداء الصلاة ابتغاء مرضاة الله تعالى، وأن علامة صلاتهم ظاهرة في وجوههم نوراً وبهاءاً.


وفي سورة الحشر (Cool يقول سبحانه: { للفقراء المهاجرين الذين اخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلاً من الله ورضواناً وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون }، وهذه فضيلة للمهاجرين خاصة بأنهم ما تركوا ديارهم وأموالهم إلا نصرة لله ورسوله، وأنهم صادقون فيما أقدموا عليه وأن الله يثيبهم وينصرهم.


وفي الحشر أيضاً (9) قال تعالى: { والذين تبوؤا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم، ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا، ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة، ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون } وهو وصف عظيم للأنصار ممن آوى الصحابة المهاجرين حباً وكرامة، بأنهم أهل الإيمان، وأهل الفضيلة والإيثار، وأن جزاءهم هو الفلاح في الدنيا بالعيش الكريم، وفي الآخرة النجاة من النار ودخول الجنة والخلود في نعيمها .


وفي سورة التحريم (Cool قال تعالى: { يوم لا يخزي الله النبي والذين آمنوا معه نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم يقولون ربنا أتمم لنا نورنا واغفر لنا إنك على كل شيء قدير } وهذا وعد من الله تعالى للنبي - صلى الله عليه وسلم - ومن آمن معه - وهم الصحابة - بالكرامة في الآخرة، وبالشرف التام، والمقام الرفيع، والنور الظاهر .


هذه جملة من الآيات التي تتحدث عن هذا الجيل العظيم ممن نصر النبي - صلى الله عليه وسلم - وآمن به وآزره، ووقف معه في أشد المواقف صعوبة وقسوة، وحافظ على إيمانه في حياته، وبعد مماته، فكان نعم العون في تبليغ الإسلام ونشره، ونقله للأجيال التالية نقياً دون زيادة أو نقصان .


فالواجب على الأمة الاعتراف لهؤلاء الأماجد بالفضل، وتعظيمهم وتبجيلهم، وعدم هضمهم حقهم، مع اجتناب الغلو فيهم فهم في النهاية بشر، يصيبون ويخطئون، والبصير الصادق من اغتفر عنده قليل خطأ المرء في كثير صوابه .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://adabbook.yoo7.com
اداب بوك
Admin
اداب بوك


الجنس : ذكر عدد المساهمات : 1367
تاريخ التسجيل : 08/07/2010

العقيدة الاسلامية  Empty
مُساهمةموضوع: رد: العقيدة الاسلامية    العقيدة الاسلامية  Icon_minitime12010-11-17, 05:40

إثبات صفة العين في القرآن الكريم

وردت لفظ "العين" في القرآن الكريم مضافة لله تعالى في خمس آيات، الأولى في سورة هود (37) { واصنع الفلك بأعيننا ووحينا }، والثانية في سورة المؤمنون (27): { فأوحينا إليه أن اصنع الفلك بأعيننا ووحينا }، والثالثة في سورة طه (39): { وألقيت عليك محبة مني ولتصنع على عيني }، والرابعة في سورة الطور (48) { واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا }، والخامسة في سورة القمر (14): { تجري بأعيننا }.


هذه مجموع الآيات التي ورد بها لفظ "العين" مضافاً لله سبحانه وتعالى، وسوف نعرض لتفسيرها حتى يتضح معناها، فأما الآية الأولى ومثلها الثانية فقد صرح جمع من المفسرين من الصحابة والتابعين بأن المراد بها صفة الله سبحانه والتي يرى بها كل مرئي، وهو القول الذي نقله الإمام الطبري في تفسيره عن ابن عباس و قتادة وغيرهما. ومن المفسرين من فسرها بالرعاية والحفظ أي: واصنع السفينة يا نوح ونحن نحفظك ونعينك ونعلمك . ولا منافاة بين التفسيرين فإن الله يرى نوحاً وعمله وهو يحوطه ويحفظه ويرعاه .


أما قوله تعالى: { ولتصنع على عيني } فذكر الطبري في تفسيرها رأيين:
الأول: ولتغذى وتربى على محبتي وإرادتي، أي أن تنشئتك وتربيتك تحت بصري ونظري ورعايتي وحفظي .
والثاني: وأنت يا موسى بعيني في أحوالك كلها أي أن حفظ الله ورعايته لموسى لا تقتصر على فترة التنشئة فحسب، بل هو تحت عين الله ونظره وحفظه ورعايته في أحواله جميعها .


أما قوله تعالى: { واصبر لحكم ربك فإنك بأعيينا } فقد قال الإمام الطبري في تفسيره: " فإنك بمرأى منا نراك ونرى عملك، ونحن نحوطك ونحفظك، فلا يصل إليك من أرادك بسوء من المشركين " أ.هـ .


وأما قوله: { تجري بأعيننا } فيقول الطبري أيضاًَ: تجري السفينة التي حملنا نوحا فيها بمرأى منا ومنظر " فهي تجري بحفظ الله ورعايته ولولا حفظ الله لها لغرقت في ذلك الطوفان المهول .


ويلاحظ من خلال هذه الآيات وتفسيرها أن المواطن التي ذكرت فيها هذه الصفة "العين" هي مواطن امتنان بالنعمة وتذكير بها فبدءا من نوح – عليه السلام - الذي صنع السفينة أداة نجاته ومن معه من المؤمنين، وكيف كان الله ينظر إليه نظر رعاية وحفظ وتوفيق، ويعلمه بوحيه كيفية صناعتها، إلى موسى – عليه السلام – الذي امتازت حياته بالمشاق والصعوبات فنجا منها برعاية الله وحفظه، إلى محمد - صلى الله عليه وسلم - الذي أمره ربه بالصبر لحكمه وطمأنه بأنه تحت نظره وبصره وعنايته ورعايته لا يخذله ولا يسلمه كل ذلك يعطينا دلالة على أن هذه الصفة – ككل صفات الله - صفة عظيمة تتضمن الحفظ والرعاية وأن إثباتها إثبات لجميع هذه المضامين .


والذي ينبغي التنبيه إليه هنا، أن إثبات هذه الصفة لا يقتضي وصف الله بمعنى من معاني البشر، أو بصفة من صفات المخلوقين، بل إن إثباتها هو إثبات لما يليق بجلال الله وعظمته من غير تشبيهها بعيون المخلوقين، وأن الإيمان بها يقتضي وصف الله بأن له عينين يرى بهما كل مرئي من غير خوض في تفاصيل أخرى لم يرد نفيها أو إثباتها في كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://adabbook.yoo7.com
اداب بوك
Admin
اداب بوك


الجنس : ذكر عدد المساهمات : 1367
تاريخ التسجيل : 08/07/2010

العقيدة الاسلامية  Empty
مُساهمةموضوع: رد: العقيدة الاسلامية    العقيدة الاسلامية  Icon_minitime12010-11-17, 05:41

البعث بعد الموت في آيات القرآن الكريم

يعد البعث بعد الموت، وحشر الخلائق إلى بارئها لنيل جزائها يوم القيامة، من العقائد الأساسية في القرآن الكريم، ولما كانت هذه العقيدة محل شك واستبعاد من قبل المشركين كما حكى الله عنهم قولهم: { أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما أئنا لمبعوثون }(الصافات: 16) فقد اهتم القرآن اهتماماً بالغاً بإثبات هذه العقيدة وتقريرها، والرد على المشككين فيها، وتنوعت أدلة القرآن في تقرير هذه العقيدة بين إخبار بوقوع البعث، وتدليل على وقوعه، واستدلال بالحس على إمكانه، وتشبيهه بأمور تجري واقعاً في الحياة، وبين ذكر قصص متنوعة لحالات تم فيها بإرادة إلهية إحياء الموتى، وسوف نعرض لهذا كله من خلال استعراض آيات القرآن الواردة في هذا الشأن.


أولاً: خبر القرآن بالبعث: قال تعالى في تقرير عقيدة البعث بعد الموت: { ثم إنكم يوم القيامة تبعثون }(المؤمنون: 16)، وقال تعالى: { حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون * لعلي أعمل صالحا فيما تركت كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون }(المؤمنون: 99- 100) وقال تعالى: { وأقسموا بالله جهد أيمانهم لا يبعث الله من يموت بلى وعدا عليه حقا ولكن أكثر الناس لا يعلمون }(النحل: 38)، وقال تعالى: { زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا قل بلى وربي لتبعثن ثم لتنبؤن بما عملتم وذلك على الله يسير }(التغابن: 7) وقال تعالى: { وما من دآبة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم ما فرطنا في الكتاب من شيء ثم إلى ربهم يحشرون }(الأنعام: 38) وقال تعالى: { وهو الذي ذرأكم في الأرض وإليه تحشرون }(المؤمنون: 79)، فهذه الآيات وغيرها تدل على أن الأموات يحييهم الله جميعاً يوم القيامة فيبعثهم من قبورهم، ويحشرهم إليه سبحانه، فيجازى المحسن على إحسانه والمسيء على إساءته.


ثانياً: الاستدلال بعموم قدرته سبحانه: فالله عز وجل من صفته القدرة المطلقة، فهو سبحانه على كل شيء قدير، وما دام له القدرة المطلقة سبحانه، فإن مقتضى ذلك أن يقدر على إحياء الموتى، لكن المشركين استبعدوا ذلك الأمر وأنكروه، فضرب لهم سبحانه الأمثلة بأمور مشاهدة من الحياة هي نظير بعث الأجساد وحشرها، قال تعالى:{ قل إن الأولين والآخرين * لمجموعون إلى ميقات يوم معلوم * ثم إنكم أيها الضالون المكذبون * لآكلون من شجر من زقوم * فمالؤون منها البطون * فشاربون عليه من الحميم * فشاربون شرب الهيم * هذا نزلهم يوم الدين * نحن خلقناكم فلولا تصدقون * أفرأيتم ما تمنون * أأنتم تخلقونه أم نحن الخالقون * نحن قدرنا بينكم الموت وما نحن بمسبوقين * على أن نبدل أمثالكم وننشئكم في ما لا تعلمون * ولقد علمتم النشأة الأولى فلولا تذكرون * أفرأيتم ما تحرثون * أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون * لو نشاء لجعلناه حطاما فظللتم تفكهون * إنا لمغرمون * بل نحن محرومون * أفرأيتم الماء الذي تشربون * أأنتم أنزلتموه من المزن أم نحن المنزلون * لو نشاء جعلناه أجاجا فلولا تشكرون * أفرأيتم النار التي تورون * أأنتم أنشأتم شجرتها أم نحن المنشئون * نحن جعلناها تذكرة ومتاعا للمقوين * فسبح باسم ربك العظيم }(الواقعة: 49- 74).


وقد تضمنت هذه الآيات أربعة أدلة حسية ومشاهدة من واقع الإنسان وحياته على جواز البعث وإمكانه:


الدليل الأول: ماء الرجل ( المني ) قال تعالى: { أفرأيتم ما تمنون } ووجه الاستدلال بهذا الدليل على البعث، أن المني إنما يحصل من فضلة الهضم، وهو كالطل المنبث في أطراف الأعضاء، فإذا أراد الإنسان إخراجه تجمع من أجزاء البدن، وأخرجه ماء دافقا إلى قرار الرحم ليتكون إنساناً جديداً، فإذا كانت هذه الأجزاء متفرقة فجمعها، وكون منها ذلك الشخص، فكيف يمتنع عليه جمعها مرة أخرى من التراب ؟!!


وقد تكرر هذا الدليل في مواضع أخر من كتاب الله منها في سورة الحج( 5 - 7 ): { يا أيها الناس إن كنتم في ريب من البعث فإنا خلقناكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة مخلقة وغير مخلقة لنبين لكم ونقر في الأرحام ما نشاء إلى أجل مسمى ثم نخرجكم طفلا ثم لتبلغوا أشدكم ومنكم من يتوفى ومنكم من يرد إلى أرذل العمر لكيلا يعلم من بعد علم شيئا وترى الأرض هامدة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بهيج * ذلك بأن الله هو الحق وأنه يحيي الموتى وأنه على كل شيء قدير * وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور }. وفي سورة القيامة: ( 37 - 40 ){ أيحسب الإنسان أن يترك سدى * ألم يك نطفة من مني يمنى * ثم كان علقة فخلق فسوى * فجعل منه الزوجين الذكر والأنثى * أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى }، وفي سورة الطارق: ( 5- 8 ) { فلينظر الإنسان مم خلق * خلق من ماء دافق * يخرج من بين الصلب والترائب * إنه على رجعه لقادر }.


الدليل الثاني: إنبات النبات: قال تعالى: { أفرأيتم ما تحرثون * أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون * لو نشاء لجعلناه حطاما فظللتم تفكهون * إنا لمغرمون * بل نحن محرومون }(الواقعة: 67 ) وجه الاستدلال أن الحب إذا وقع في الأرض الندية، واستولى عليه الماء والتراب فالنظر العقلي يقتضي أن يتعفن ويفسد، لكنه لا يفسد بل يبقى محفوظاً حتى إذا ازدادت الرطوبة انفلقت الحبة فلقتين، فيخرج منها ورقتان، ثم تكبر لتستوي شجرة تامة، أفلا يدل ذلك على قدرة كاملة، وحكمة شاملة، فمن قدر على إخراج شجرة باسقة من بذرة صغيرة كيف يعجز عن جمع الأجزاء وتركيب الأعضاء بعد تفرقها وتفتتها.


وقد تكرر هذا الدليل في غير ما آية منها قوله تعالى: { وهو الذي يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته حتى إذا أقلت سحابا ثقالا سقناه لبلد ميت فأنزلنا به الماء فأخرجنا به من كل الثمرات كذلك نخرج الموتى لعلكم تذكرون }(الأعراف: 57).


الدليل الثالث: إنزال المطر: قال تعالى: { أفرأيتم الماء الذي تشربون * أأنتم أنزلتموه من المزن أم نحن المنزلون }(الواقعة: 68 - 69)، ووجه الاستدلال بهذا الدليل على البعث أن الماء عند صعوده إلى السماء يتحول إلى بخار، وتعبث به الرياح فتفرقه تفرقاً عظيماً، ومع ذلك يجمعه سبحانه، ويعيده إلى حالته الأولى، وينزله إلى مواضع يريدها، فمن قدر على جمع ذرات الماء وإعادتها إلى حالتها الأولى، وإرجاعها من حيث صعدت، كيف يعجز عن جمع ذرات الإنسان ورفاته وإعادته.


الدليل الرابع: استخراج النار من الشجر الأخضر: قال تعالى: { أفرأيتم النار التي تورون * أأنتم أنشأتم شجرتها أم نحن المنشؤون * نحن جعلناها تذكرة ومتاعا للمقوين }(الواقعة: 71-73) ووجه الاستدلال بهذه الآيات على البعث بعد الموت قدرته سبحانه على ما هو أصعب من جهة العقل من بعث الأجساد وإحيائها، وهو استخراج النار من الشجر الأخضر، فإن الله ألهم بني آدم استخراج النار من الشجر الأخضر على رغم التنافر بين خاصتيهما، فالشجر أخضر رطب بارد، والنار يابسة حارة، فمن قدر على إيداع الحرارة في الأجسام الرطبة، فكيف يعجز عن تركيب الحيوانات وتأليفها بعد تفتتها واضمحلالها .


وقد تكرر ذكر هذا الدليل في غير ما آية منها قوله تعالى: { وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحيي العظام وهي رميم * قل يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم * الذي جعل لكم من الشجر الأخضر نارا فإذا أنتم منه توقدون }( يس: 78-80)


ثالثاً: الاستدلال بأن من قدر على ابتداء الخلق، فهو قادر على الإعادة، وهذه الدلالة تقريرها في العقل ظاهر، ووضوحها بين، فإن من قدر على الخلق أول مرة، فهو قادر على إعادة ما خلق، فإن الخلق الأول حصل من لا شيء، والإعادة حاصلة من بقايا مخلوق سابق، فهي أيسر في قانون العقل، وأما في قانون القدرة الإلهية فالكل سواء، وقد ورد هذا الدليل في مواضع من كتاب الله، ففي سورة البقرة: 28 : { كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم إليه ترجعون }، وفي سورة الإسراء: ( 49-51) :{ وقالوا أئذا كنا عظاما ورفاتا أإنا لمبعوثون خلقا جديدا * قل كونوا حجارة أو حديدا * أو خلقا مما يكبر في صدوركم فسيقولون من يعيدنا قل الذي فطركم أول مرة }، وفي سورة العنكبوت: (19){ أولم يروا كيف يبدئ الله الخلق ثم يعيده إن ذلك على الله يسير }، وفي سورة الروم (27): { وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه وله المثل الأعلى في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم }( الروم 27 ) وفي سورة يس (79): { قل يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم }.


رابعاً: الاستدلال بأن من خلق الأعلى والأكبر فقدرته على خلق الأدنى والأصغر أولى، وهذا في حقنا أما في حق الله فالكل في قدرته سواء كبر المخلوق أم صغر، فخلق السموات كخلق الذر الكل سواء في ميزان القدرة الإلهية، ولكنه سبحانه يضرب الأمثال لنا بما نعقله وندركه، وقد ورد هذا الدليل في آيات منها في سورة الإسراء (99): { أولم يروا أن الله الذي خلق السماوات والأرض قادر على أن يخلق مثلهم } وفي سورة يس (81):{ أو ليس الذي خلق السموات والأرض بقادر على أن يخلق مثلهم بلى وهو الخلاق العليم } وفي سورة الأحقاف (33): { أولم يروا أن الله الذي خلق السماوات والأرض ولم يعي بخلقهن بقادر على أن يحيي الموتى بلى إنه على كل شيء قدير }، فاستدل باقتداره على خلق السموات على اقتداره على إعادة الأجساد.


خامساً: الاستدلال على وقوع الحشر لمحاسبة العباد، وإثابة المحسنين ومعاقبة المسيئين، واستيفاء المظالم والحقوق التي لم تستوف في الدنيا، فإن الخلق في الدنيا يتظالمون، فيعتدي بعضهم على بعض، وقد يموت المظلوم، ولما يقتص من الظالم، والله حكم عدل، فلو لم يكن هناك بعث للحساب والجزاء لانتفت صفة العدالة في حقه تعالى، فكان البعث بعد الموت ضروريا لمجازاة المحسن ومعاقبة المسيء، وقد ورد هذا المعنى في العديد من الآيات، قال تعالى: { إليه مرجعكم جميعا وعد الله حقا إنه يبدأ الخلق ثم يعيده ليجزي الذين آمنوا وعملوا الصالحات بالقسط والذين كفروا لهم شراب من حميم وعذاب أليم بما كانوا يكفرون }( يونس 4 )، وقال تعالى: { إن الساعة آتية أكاد أخفيها لتجزى كل نفس بما تسعى }( طه: 15)، وقال تعالى: : { وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما باطلا ذلك ظن الذين كفروا فويل للذين كفروا من النار * أم نجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الأرض أم نجعل المتقين كالفجار }( ص: 27 - 28 )، فلو لم يكن هناك بعث لكان هذا الخلق عبثاً ولاستوى المؤمنون والمفسدون والمتقون والفجار . قال الرازي في تفسيره: " واعلم أن من سلّط الظالم على المظلوم ثم إنه لا ينتقم منه فذاك إما للعجز أو للجهل أو لكونه راضيا بذلك الظلم، وهذه الصفات الثلاث على الله تعالى محال، فوجب أن ينتقم للمظلومين من الظالمين، ولما لم يحصل هذا الانتقام في دار الدنيا، وجب أن يحصل في دار الأخرى بعد دار الدنيا " أ.ه .


سادساً: الاستدلال بإحياء الموتى في الدنيا على صحة الحشر والنشر، حيث حكى القرآن كثيرا من القصص الواقعية التي دلت على جواز بعث الأجساد بعد موتها، كما في قصة البقرة، وهي قوله تعالى: { فقلنا اضربوه ببعضها كذلك يحيي الله الموتى ويريكم آياته لعلكم تعقلون }(البقرة: 73)، فلما ضربوا الميت ببعض البقرة قام وأخبر عن قاتله، وهي دليل على بعث الأجساد بعد موتها. ومنها قصة إبراهيم - عليه السلام - حيث طلب من ربه رؤية كيف يحيي الموتى، فأراه سبحانه ذلك عياناً، قال تعالى: { وإذ قال إبراهيم رب أرني كيف تحيي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي قال فخذ أربعة من الطير فصرهن إليك ثم اجعل على كل جبل منهن جزءا ثم ادعهن يأتينك سعيا واعلم أن الله عزيز حكيم }(البقرة:260)، ومنها قصة الذي مرّ على قرية فرأى خرابها ودمارها وموت أهلها، فتساءل كيف يحيي الله أهل هذه القرية ؟ فأراه الله صورة حية وواقعة مشاهدة لإحياء الموتى، إذ أماته مدة مائة عام ثم أحياه، وطلب منه مشاهدة إحياء حماره فرأى ذلك رأي العين، قال تعالى: { أو كالذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها قال أنى يحيي هذه الله بعد موتها فأماته الله مئة عام ثم بعثه قال كم لبثت قال لبثت يوما أو بعض يوم قال بل لبثت مئة عام فانظر إلى طعامك وشرابك لم يتسنه وانظر إلى حمارك ولنجعلك آية للناس وانظر إلى العظام كيف ننشزها ثم نكسوها لحما فلما تبين له قال أعلم أن الله على كل شيء قدير }(البقرة: 26)، ومنها قصة أصحاب الكهف، فإن الله أيقظهم من منامهم بعد فترة طويلة من الزمن، وعلل ذلك بقوله: { ليعلموا أن وعد الله حق وأن الساعة لا ريب فيها }(الكهف: 21)، ومنها قصة أيوب - عليه السلام – الذي ابتلاه الله في نفسه وأهله وماله، حيث مات أهله، وفقد ماله، واعتلت صحته، لكنه سبحانه منّ عليه برجوع كل ما ذهب منه، بما فيهم أهله، قال تعالى: { فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر وآتيناه أهله ومثلهم معهم رحمة من عندنا وذكرى للعابدين }(الأنبياء: 84)، ومنها ما أظهره الله تعالى على يد عيسى - عليه السلام - من إحياء الموتى، قال تعالى: { أني أخلق لكم من الطين كهيئة الطير فأنفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله وأبرئ الأكمه والأبرص وأحيي الموتى بإذن الله }(المائدة: 110) فكان إحياء الموتى – بإذن الله - معجزة من معجزات نبي الله عيسى - عليه السلام -، وكان ذلك دليلا حسياً لمن حضر على بعث الأجساد، ودليلا سمعياً قطعياً لتواتره لمن لم يحضر .


فهذه هي أصول الدلائل التي ذكرها الله تعالى في كتابه على صحة عقيدة البعث بعد الموت، وإعادة الأجساد إلى وضعها قبل الموت، وهي أدلة واضحة جلية، خاطب بها سبحانه أصناف الخلق من المنكرين وغير المنكرين، فالمنكرون ليؤمنوا وغير المنكرين ليزدادوا إيماناً، وقد ترقى سبحانه في مخاطبة أصناف البشر، فمنهم من قرب له صورة البعث بما يعرف من أحوال نفسه وأحوال العالم كإنزال المطر وإحياء الأرض وإنبات النبات، ومنهم من خاطبه بضرورات العدل في وجوب إثابة المحسنين ومعاقبة المحسنين، ومن لم يقتنع لا بالدليل العقلي الحسي ولا بالدليل العقلي المنطقي، خاطبه بالقصة والحكاية التي تسرد وقائع ثبتت صحتها بالدليل المتواتر عن أناس قاموا من بعد موتهم وأخبروا بما طلب منهم .


ومن لم يؤمن بكل تلك الأدلة ولم يقنعه أي منها، فلا شك في عناده وجحوده وهذا عاقبته النار وبئس المصير، وقد نص سبحانه على كفر منكر البعث بعد الموت، لأنه مكذب بخبر الله تعالى، ومنكر لما هو معلوم من الدين بالضرورة، قال تعالى: { ودخل جنته وهو ظالم لنفسه قال ما أظن أن تبيد هذه أبدا * وما أظن الساعة قائمة ولئن رددت إلى ربي لأجدن خيرا منها منقلبا * قال له صاحبه وهو يحاوره أكفرت بالذي خلقك من تراب ثم من نطفة ثم سواك رجلا }(الكهف: 35- 37 ) .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://adabbook.yoo7.com
اداب بوك
Admin
اداب بوك


الجنس : ذكر عدد المساهمات : 1367
تاريخ التسجيل : 08/07/2010

العقيدة الاسلامية  Empty
مُساهمةموضوع: رد: العقيدة الاسلامية    العقيدة الاسلامية  Icon_minitime12010-11-17, 05:43

الشفاعة في آيات القرآن الكريم بين النفي والإثبات

الشفاعة فضل من الله تعالى يكرم به بعض عباده يوم القيامة فيأذن لهم أن يشفعوا لمن شاء من خلقه ممن لم يقترف كفراً أو شركاً، ففي ظل ذلك الرهيب الذي يغرق الناس فيه في عرقهم، وتحيط بهم الأهوال من كل جانب، يتمنى كل إنسان أن يجد مخرجاً ومنفذا ينجو فيه من عذاب الله وعقابه، وهنا تبرز رحمة الله وفضله، فلا يخيب آمال خلقه، بل يأذن لأنبياءه وأولياءه بالشفاعة، فيشفع النبي صلى الله عليه وسلم الشفاعة العظمى في الفصل بين الخلائق، وبدء الحساب، ويشفع النبي صلى الله عليه وسلم في العصاة من أمته، ويشفع غيره من الأنبياء، ويشفع الشهداء في أقربائهم، ويشفع العلماء، ويشفع المولود في والده، ويشفع غيرهم ممن يأذن الله لهم، في يوم مهيب يحتاج الناس فيه لمثل هذه الشفاعات .


فالشفاعة هي توسط أصفياء الخلق يوم القيامة لرفع درجات أقوام أو دفع أو رفع أو تخفيف عقابهم وهي في حقيقتها تكريم للشافع، ورحمة بالمشفوع، ولأهمية الشفاعة فقد ورد ذكرها في العديد من الآيات، ولكن هذه الآيات ترددت في ذكرها بين النفي المطلق، والإثبات المقيد، ونحن نذكر جميع هذه الآيات ونبين معانيها، ونشرح كيف أن هذه الآيات – مع اختلاف ظاهرها - تتفق ولا تختلف، وتجتمع ولا تفترق .


قال تعالى: { واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئاً ولا يقبل منها شفاعة ولا يؤخذ منها عدل ولا هم ينصرون } البقرة (48)، والظاهر من الآيات العموم أي أن النفوس يوم القيامة لا تنفعها شفاعة الشافعين، لكن سياق الآيات يدل على أن المراد بهذه النفوس التي لا تنفعها الشفاعات هي النفوس الكافرة، التي أشركت وكفرت بربها، فلم تترك لعظم ذنبها مجالا لرحمة الله أن تحل بها، بواسطة أو دون واسطة، ومن الدليل على أن المراد من هذه الآية الكفار ما سبقها من آيات، والتي تبين أن المخاطب بها هم اليهود، قال تعالى: { يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي .. } قال الإمام الطبري في تفسيره: " إن الله عز وجل خاطب أهل هذه الآية بما خاطبهم به فيها، لأنهم كانوا من يهود بني إسرائيل، وكانوا يقولون: نحن أبناء الله وأحباؤه وأولاد أنبيائه، وسيشفع لنا عنده آباؤنا. فأخبرهم الله جل وعز أن نفساً لا تجزي عن نفس شيئاً في القيامة، ولا يقبل منها شفاعة أحد فيها حتى يستوفى لكل ذي حق منها حقه .. فآيسهم الله - جل ذكره - مما كانوا أطمعوا فيه أنفسهم من النجاة من عذاب الله - مع تكذيبهم بما عرفوا من الحق، وخلافهم أمر الله في إتباع محمد - صلى الله عليه وسلم - وما جاءهم به من عنده - بشفاعة آبائهم وغيرهم من الناس كلهم؛ وأخبرهم أنه غير نافعهم عنده إلا التوبة إليه من كفرهم والإنابة من ضلالهم، وجعل ما سن فيهم من ذلك إماماً لكل من كان على مثل منهاجهم لئلا يطمع ذو إلحاد في رحمة الله " أ.هـ .


وقال تعالى: { واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا ولا يقبل منها عدل ولا تنفعها شفاعة ولا هم ينصرون } البقرة (آية:123) وهذه الآية كسابقتها المخاطب بها بنو إسرائيل، والقول فيها كالقول في الآية السابقة .


وقال تعالى: { يا أيها الذين آمنوا انفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة والكافرون هم الظالمون } البقرة (آية:254)، وهذه الآية وإن كان المخاطب فيها المؤمنون والنفي فيها عاماً، إلا أنه من العام المخصوص، وتخصيصه بالأدلة الصريحة والصحيحة التي تثبت شفاعة النبي - صلى الله عليه وسلم - في العصاة أصحاب الكبائر، ويمكن أن يقال أيضاً أن الشفاعة المنفية هي الشفاعة التي لا يأذن الله فيها، أي التي يتصور أن يبتدئها الشافع دون إذن من الله، أما التي يأذن الله بها، فهذه ليست منفية بل مثبته في الآيات والأحاديث .


وقال تعالى: { لا يملكون الشفاعة إلا من اتخذ عند الرحمن عهداً } مريم (آية:87) وهذه الآية دليل على إثبات الشفاعة، وأنها ليست منفية بإطلاق، بل هي مشروط بالإيمان وهو المقصود بالعهد في الآية، يقول الإمام الطبري في تفسير هذه الآية: " لا يملك هؤلاء الكافرون بربهم يا محمد، يوم يحشر الله المتقين إليه وفداً الشفاعة، حين يشفع أهل الإيمان بعضهم لبعض عند الله، فيشفع بعضهم لبعض { إِلا مَنِ اتَّخَذَ مِنْهُمْ عِنْدَ الرَّحْمَنِ } في الدنيا { عَهْدًا } بالإيمان به، وتصديق رسوله، والإقرار بما جاء به، والعمل بما أمر به " أ.هـ .


ويقول تعالى: { يومئذ لا تنفع الشفاعة إلا من أذن له الرحمن ورضي له قولا } طه (آية:109) وهذه الآية تثبت الشفاعة وتشترط لها شرطين إذن الله ورضاه عن قول المشفوع، وقوله هو شهادة التوحيد، فهذه الآية تتسق مع ما سبقها من أن الشفاعة لا تنال كافرا لكفره .


وقال تعالى: { ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له } سبأ (آية:23) وهذه الآية كسابقتها .


وقال تعالى: { قل لله الشفاعة جميعاً له ملك السماوات والأرض ثم إليه ترجعون } الزمر (آية:44)، وهذه الآية ترد أمر الشفاعة جميعا لله تعالى، فهو الذي يأذن للشافع أن يشفع، وهو الذي أراد للمشفوع أن يُشفع فيه، وهو القادر على منع الشافع والمشفوع، كما أنه هو القادر على إعطاءها، فالأمر كله بيده منعاً وإعطاءاً .


وقال تعالى: { ولا يملك الذين يدعون من دونه الشفاعة إلا من شهد بالحق وهم يعلمون } الزخرف (آية:86) وهذه الآية خاطب الله بها الكفار الذين يعبدون الأوثان والأحجار، فقال لهم: إن من تدعونهم من أصنامكم وأوثانكم، وتأملون أن يشفعوا لكم، هم لا يملكون الشفاعة أصلاً، وإن من يملكها هو من يأذن الله له أن يشفع، وهم الأنبياء والمرسلون، فاتبعوهم وآمنوا بما جاءوا به من عند الله تنال شفاعتهم .


وقال تعالى: { فما تنفعهم شفاعة الشافعين } المدثر (آية:48)، وهذه الآية في الكفار بدليل الآيات السابقة وهي متسقة مع ما أثبتناه سابقاً من إثبات الشفاعة للمؤمنين ونفيها عن الكافرين .


وقال تعالى: { فما لنا من شافعين ولا صديق حميم } الشعراء (آية:100) وهذه الآية تحكي قول المشركين وهم في النار خالدون، كيف يتحسرون ويتندمون، فلا إيمان ينجيهم، ولا عمل يخلصهم، ولا شافع يشفع لهم، ولا صديق ينقذهم، فتقطعت بهم السبل، وضرب اليأس أعماقهم، فزادهم عذاباً فوق العذاب .


هذه جملة ما ورد في الشفاعة من آيات القرآن وهي تؤكد معنى واحدا أن الشفاعة ملك لله تعالى، وأنه سبحانه قد حرمها الكفار فلا يشفعون ولا يشفع لهم، وأنه سبحانه قد امتن على بعض عباده من الملائكة والأنبياء والشهداء والعلماء بالشفاعة تكريما لهم ورحمة بمن يشفعون .


وينبغي التنبيه هنا أن الشفاعة وإن كانت مثبتة بأدلة الكتاب والسنة والإجماع إلا أن على المؤمن أن لا يركن على ذلك، فيصيب المعاصي ويأتي المنكرات أملاً أن ينالها، فالشفاعة جائزة وليست واجبة، بمعنى أن النبي - صلى الله عليه وسلم - وغيره من الشافعين يشفعون في بعض من تجوز الشفاعة فيهم لا كلهم، فتنال الشفاعة بعض العصاة دون بعض، ويصيب العذاب بعض العصاة دون بعض، ثم إن الشفاعة تحصل يوم القيامة أما في القبر فلا شفاعة، فعلى المسلم أن يركن لرحمة الله وتوفيقه ثم أن يركن إلى الإيمان والعمل الصالح فهما أعظم شفيع يوم القيامة .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://adabbook.yoo7.com
اداب بوك
Admin
اداب بوك


الجنس : ذكر عدد المساهمات : 1367
تاريخ التسجيل : 08/07/2010

العقيدة الاسلامية  Empty
مُساهمةموضوع: رد: العقيدة الاسلامية    العقيدة الاسلامية  Icon_minitime12010-11-17, 05:44

الآيات القرآنية في رؤية الله في الآخرة



صرحت الآيات القرآنية بإثبات رؤية الله في الآخرة في مواضع كثيرة من القرآن الكريم يمكن تقسيمها إلى قسمين:




القسم الأول الآيات المصرحة باللقاء: وذلك في عشرين موضعاً في سورة البقرة (46): { الذين يظنون أنهم ملاقوا ربهم وأنهم إليه راجعون }، والظن هنا بمعنى اليقين أي: الذين يوقنون بلقاء الله . وفي سورة البقرة أيضاً ( 223): { واتقوا الله واعلموا أنكم ملاقوه }، وفي الأحزاب (44): { تحيتهم يوم يلقونه سلام }، وفي الأنعام(31): { قد خسر الذين كذبوا بلقاء الله }، وفيها (154): { وهدى ورحمة لعلهم بلقاء ربهم يؤمنون }، وفي يونس(7): { إن الذين لا يرجون لقائنا ورضوا بالحياة الدنيا }، وفي يونس أيضاً (11): { فنذر الذين لا يرجون لقاءنا في طغيانهم يعمهون }، وفيها (15): { قال الذين لا يرجون لقاءنا ائت بقرآن غير هذا }، وفي الفرقان (21): { وقال الذين لا يرجون لقاءنا لولا أنزل علينا الملائكة }، وفي الكهف (111): { فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً }، وفي العنكبوت (5): { من كان يرجو لقاء الله فإن أجل الله لآت }، وفي يونس (31): { قد خسر الذين كذبوا بلقاء الله وما كانوا مهتدين }، وفي الرعد (2): { يدبر الأمر يفصل الآيات لعلكم بلقاء ربكم توقنون }، وفي الكهف (105):{ أولئك الذين كفروا بآيات ربهم ولقائه فحبطت أعمالهم }، وفي العنكبوت (23): { والذين كفروا بآيات الله ولقائه }، وفي الانشقاق (6): { إنك كادح إلى ربك كدحاً فملاقيه }، وفي السجدة (10):{ بل هم بلقاء ربهم كافرون }، وفي السجدة (23): { فلا تكن في مرية من لقائه }، وفي حم السجدة أيضاً (54): { ألا إنهم في مرية من لقاء ربهم ألا إنه بكل شيء محيط }، وفي الروم (Cool:{ وإن كثيراً من الناس بلقاء ربهم لكافرون }.




ودلالة هذا القسم على الرؤية من حيث أن معنى اللقاء هو المواجهة، والمواجهة تتضمن الرؤية ما لم يمنع منها مانع من عمى ونحوه، ومانع العمى منتف يوم القيامة فالمؤمنون يبعثون مبصرين، فإذا لقوا الله رأوه، وهو ما تدل عليه هذه الآيات .


القسم الثاني الآيات المصرحة بالرؤية والنظر :
وذلك في أربع آيات، الأولى في الأعراف (143): { ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه قال رب أرني أنظر إليك قال لن تراني ولكن انظر إلى الجبل فان استقر مكانه فسوف تراني } .. الآية . قال أهل العلم: سؤاله - عليه السلام - الرؤية دليل جوازها، إذ لو كانت مستحيلة لما جاز لموسى أن يسألها، ولكان علمه بالله مانعا له من أن يسأله ما لا يجوز في حقه، وإجابة الله بقوله: { لن تراني } لا لامتناع الرؤية في نفسها، ولكن لقيام مانع الضعف البشري في موسى – عليه السلام -، وتجلي الله للجبل وضعفه عن تحمل ذلك دليل عن أن انتفاء الرؤية في الدنيا هي مراعاة للضعف البشري ولجريان التكليف بالإيمان بالله غيبا لا شهادة . أما يوم القيامة فإن الله يهيئ عباده لرؤيته فيعطيهم من القوة ما يمكنهم من رؤيته سبحانه وتعالى .


والآية الثانية في يونس (26): { للذين أحسنوا الحسنى وزيادة } قال أهل التفسير: الزيادة النظر إلى وجه الله، ويؤيد هذا التفسير ما رواه مسلم عن صهيب الرومي – رضي الله عنه -؛ أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تلا هذه الآية: { لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ } وقال: ( إذا دخل أهل الجنة الجنة، وأهل النار النار، نادى مناد: يا أهل الجنة، إن لكم عند الله موعدًا يريد أن يُنْجِزَكُمُوه. فيقولون: وما هو؟ ألم يُثقِّل موازيننا، ويبيض وجوهنا، ويدخلنا الجنة، ويزحزحنا من النار؟ قال: "فيكشف لهم الحجاب، فينظرون إليه، فوالله ما أعطاهم الله شيئاً أحب إليهم من النظر إليه، ولا أقر لأعينهم ) .


والآية الثالثة في سورة القيامة (23): { وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة } وهي واضحة الدلالة فالمؤمنون يوم القيامة وجوههم نضرة مسرورة تنظر إلى وجه الله سبحانه فيزيدها ذلك نضارة وسرورا .


والآية الرابعة في المطففين (15): { كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون } وهي واضحة الدلالة أيضا حيث أخبر سبحانه أن الكفار محجوبون عن رؤيته مما يدل على أن المؤمنين غير محجوبين .


حجج من نفى رؤيته سبحانه :
وفي المقابل كان للقائلين بنفي الرؤية بعض الظواهر التي استشهدوا بها وذلك في خمس آيات: الأولى في البقرة: { وإذ قلتم يا موسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة فأخذتكم الصاعقة وأنتم تنظرون } والثانية في النساء: { فقد سألوا موسى أكبر من ذلك فقالوا أرنا الله جهرة فأخذتهم الصاعقة بظلمهم } حيث قالوا: إن معاقبة الله لبني إسرائيل بإرساله الصاعقة عليهم دليل على عظم ما طلبوا من سؤالهم رؤيته، ولو لم تكن رؤيته مستحيلة بل ومحرمة لما كان لعقابهم وجه، وهو استدلال منقوض بدليل أن موسى – عليه السلام - سأل ربه الرؤية فلم يرسل الله عليه صاعقة ولم يعاقبه، بل بيّن له أنه لن يراه في هذه الدنيا، بسبب ضعفه عن تحمل ذلك، وضرب له مثلا بالجبل على عظمه كيف لما تجلى له تناثر واضمحل، فدل ذلك على أن العقوبة التي لحقت ببني إسرائيل ليست جرّاء سؤالهم رؤيته سبحانه، وإنما لأنهم سألوها وقد علموا امتناعها في الدنيا بدليل ما حدث لموسى مما بلغهم إياه، وزيادة على ذلك فقد كان سؤالهم بمثابة شرط يتوقف عليه إيمانهم { لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة } وهو ما استدعى عقوبتهم وزجرهم بأشد العقوبات .


والآية الثالثة التي استدل بها نفاة الرؤية في سورة الأنعام هي قوله تعالى (103): { لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير } قالوا: ونفي الإدراك هو نفي للرؤية، وليس كذلك، فإن الإدراك هو الإحاطة، ولا يلزم من رؤيته سبحانه الإحاطة به، فنفي الإدراك لا يلزم منه نفي الرؤية، فالله يُرى ولا يُدرك لعظمته سبحانه .


والآية الرابعة في الأعراف (143) وهي قوله: { قال رب أرني أنظر إليك قال لن تراني } وحملوا "لن" النافية على الإطلاق أي: في الدنيا والآخرة، وهو خلاف ما تقتضيه قاعدة الجمع بين النصوص إذ لا يجوز أن نعمل نصا ونهمل آخر . وتطبيق هذه القاعدة على هذه الآية أن نحمل هذا النص على نفي الرؤية في الدنيا، ونحمل النصوص المصرحة بالرؤية في الآخرة فتستقيم جميع الآيات ولا تتعارض . وقول موسى – عليه السلام - : { تبت إليك وأنا أول المؤمنين } أي من سؤالي ما لا يحق لي في الدنيا .


والآية الخامسة في الفرقان (21)، وهي قوله تعالى: { وقال الذين لا يرجون لقاءنا لولا أنزل علينا الملائكة أو نرى ربنا لقد استكبروا في أنفسهم وعتوا عتوا كبيراً } واستكبارهم هذا لا لامتناع الرؤية في نفسها ولكن لطلبهم ما لا يحل له ولا يستحقونه فالله سبحانه إنما اختص المؤمنين برؤيته في الآخرة وليس في الدنيا، فكيف يعطي الله الكفار ما حَرَمَ منه المؤمنين، ثم إن الكفار طلبوا رؤية الله كشرط للإيمان وهو شرط يخالف مقتضى التكليف، الذي هو الإيمان بالغيب، وأمر الله عباده أن يؤمنوا به أي أن يؤمنوا به كغيب، وطلبهم مشاهدته هو إلغاء لهذا التكليف . فكان تعنتهم وطلبهم ما ليس لهم هو دليل استكبارهم وعتوهم وغضب الله عليهم .


بهذا الاستعراض لآيات الكتاب العزيز في إثبات الرؤية وذكر حجة من نفاها يتبين بما يدع مجالاً للشك أن الحق مع من أثبتها، وهي عقيدة أجمع عليها الصحابة الكرام وتواترت بها الأحاديث النبوية .


ويبقى السؤال لمن نفى الرؤية يوم القيامة كيف أن الله يكشف كل الحقائق في ذلك اليوم فيرى الناسُ الملائكة والجنة والنار والحساب والميزان والصراط وكل ما أخبر الله عنه ؟ وتبقى أعظم الحقائق خافية لا ترى !!


إن حرمان المؤمنين من رؤية الله سبحانه – وفق رأي من نفى الرؤية – هو أعظم عذاب لهم، ومهما أعطي المؤمنون من ملذات وطيبات لن يكون نعيمهم كاملاً، ما لم يكمل برؤيته سبحانه، فلطالما اشتاق المشتاقون لرؤيته، ولطالما صبروا على مشقات الدنيا وصعوبات الحياة طلبا للقاه فكيف يحرمون من أعظم ما أرادوا وتمنوا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://adabbook.yoo7.com
اداب بوك
Admin
اداب بوك


الجنس : ذكر عدد المساهمات : 1367
تاريخ التسجيل : 08/07/2010

العقيدة الاسلامية  Empty
مُساهمةموضوع: رد: العقيدة الاسلامية    العقيدة الاسلامية  Icon_minitime12010-11-17, 05:46

شرح أربعين حديثا في العقيدة ( مقدمة )





الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد:
فلا يخفى على المطلع على كثير من كتب العقيدة التي ألفت ما شابها من اختلاط بمباحث الفلسفة، وعلم الكلام، حتى أصبح فهمها عسيراً، وأثرها على النفوس نادراً وقليلاً، وذلك لخلو مباحثها - في الغالب - عن النفحات الإيمانية، وصعوبة فهم مصطلحات فلاسفتها ومتكلميها .


فرأينا أن العودة بالمسلم إلى الجذور الصافية، والمنبع العذب من كلام النبي - صلى الله عليه وسلم - هو من سيعيد لعلم العقيدة رونقه، ويقبل بالمسلمين على تعلمه، فليس في كلام النبي - صلى الله عليه وسلم - تعقيدات الفلاسفة، ولا لغة المتكلمين الجافة، بل فيه المعاني الإيمانية تختلط بمواعظ ترقق القلوب، وتقبل بالنفوس على بارئها، فتأخذ - حين تأخذ عنه - علماً إيمانياً صافياً يعرّفها التصور الصحيح عن الله، والكون، ومصير المؤمنين، ومصير الكافرين، وسبل النجاة، فينبت ذلك في القلوب حب العمل لنيل النجاة وتحصيل الفوز في الآخرة، وهو من أكبر مقاصد العقيدة وغاياتها .




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://adabbook.yoo7.com
اداب بوك
Admin
اداب بوك


الجنس : ذكر عدد المساهمات : 1367
تاريخ التسجيل : 08/07/2010

العقيدة الاسلامية  Empty
مُساهمةموضوع: رد: العقيدة الاسلامية    العقيدة الاسلامية  Icon_minitime12010-11-17, 05:47

نشأة الكون





عن عمران بن حصين قال: إني عند النبي - صلى الله عليه وسلم - إذ جاءه قوم من بني تميم، فقال: ( اقبلوا البشرى يا بني تميم، قالوا: بشرتنا فأعطنا، فدخل ناس من أهل اليمن، فقال: اقبلوا البشرى يا أهل اليمن إذ لم يقبلها بنو تميم، قالوا: قبلنا، جئناك لنتفقه في الدين، ولنسألك عن أول هذا الأمر ما كان ؟ قال: كان الله ولم يكن شيء قبله، وكان عرشه على الماء، ثم خلق السماوات والأرض، وكتب في الذكر كل شيء ) رواه البخاري .


المعنى الإجمالي :
كان من عادة النبي – صلى الله عليه وسلم - في مجالسه أن يقوم بتعليم أصحابه، لا سيما الداخلون الجدد في الإسلام، أو الوافدون عليه من بلاد بعيدة، فعندما جاءه وفد من بني تميم بشرهم - صلى الله عليه وسلم - بما أعد الله للمتقين، وقال لهم: اقبلوا البشرى رغبة منه أن يسألوه عن بدء هذا العالم، كيف ابتدأ خلقه ؟ إلا أنهم رغبوا في العطاء العاجل، وتطلعوا للماديات، فأعرض عنهم النبي - صلى الله عليه وسلم – وأقبل على وفد أهل اليمن وقال لهم: اقبلوا البشرى يا أهل اليمن إذ لم يقبلها بنو تميم فقبلوها، وسألوه عن أول هذا الأمر، أي مبتدأ هذا العالم ونشأته، فأخبرهم - صلى الله عليه وسلم - بأن الله هو خالق هذا الكون، وأن الله كان ولا شيء قبله، وأنه أوجد الوجود من العدم، وأنه ابتدأ خلق السموات والأرض، وكان عرشه على الماء، ولم يبين – صلى الله عليه وسلم – مبتدأ خلق العرش ولا خلق الماء لقصد السائلين السؤال عن بدء خلق هذا العالم وليس مطلق الخلق وجنسه . وأوضح - عليه الصلاة والسلام – أن كل ما يتعلق بهذا العالم سطره الله في كتاب عنده .


الفوائد العقدية:
1- أن الله هو الأول الذي لا شيء قبله.
2- أن كل ما سوى الله مخلوق موجود من العدم.
3- أن العرش والماء سبق خلقهما خلق السموات والأرض .
4- أن الله غير محتاج للعرش، بل والعرش وما دونه محتاج إليه.
5- إثبات صفة الخلق له سبحانه، وخلقه الشيء إيجاده من العدم .
6- الإيمان بالقدر، وأن الله كتب علمه بما كان وما سيكون في كتاب عنده.



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://adabbook.yoo7.com
اداب بوك
Admin
اداب بوك


الجنس : ذكر عدد المساهمات : 1367
تاريخ التسجيل : 08/07/2010

العقيدة الاسلامية  Empty
مُساهمةموضوع: رد: العقيدة الاسلامية    العقيدة الاسلامية  Icon_minitime12010-11-17, 05:49

معجم أسماء الله الحسنى (1)







العلم بالله هو أجل العلوم وأعلاها، وأنفعها عند الله وأسماها، وكيف لا يكون كذلك، وهو يعرّف العباد بأعظم من عُرف، ويقربهم إلى أسمى من عُبد، فهو يجلي للعبد حقيقة ربه، ويعرفه صفاته وأسماءه، حتى يعبده على بصيرة، ويحبه على علم.


وقد حثَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - أمته على تتبع أسمائه - سبحانه - ومعرفتها وحفظها، ووعدهم جزاء ذلك الجنة، فقال - عليه الصلاة والسلام - : ( إن لله تسعة وتسعين اسما مائة إلا واحداً من أحصاها دخل الجنة ) متفق عليه . ولا يعني الحديث حصر أسماء الله في تسعة وتسعين اسماً، وإنما المراد أن الجزاء مرتب ومعلق على إحصاء هذا العدد . أما جملة أسمائه فلا يعلمها إلا هو ، كما جاء في الحديث، قال - صلى الله عليه وسلم - : (أسألك بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو علمته أحداً من خلقك، أو أنزلته في كتابك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك ) رواه أحمد .


وقد دفع هذا التحفيز النبوي العلماء إلى تتبع أسماء الله – سبحانه - من أدلة الكتاب والسنة، فاتفقوا على أسماء، واختلفوا في أخرى، بناء على اختلافهم في طرق استنباط الأسماء، والضوابط التي اعتمدناها في هذا المعجم أن يكون الاسم قد دلّ عليه الكتاب والسنة أو أحدهما، وأن يكون مشتملاً على معاني الثناء والمدح، فإن الله وصف أسمائه بالحسنى أي: التي بلغت الغاية في الحسن، كالعليم والقدير، وألا يكون اسماً جامداً كالدهر والأبد والشيء، واقتفينا في ذكر الأسماء الحسنى ما قاله العلماء ونصوا عليه في كتبهم كالقرطبي والرازي والبيهقي وغيرهم ممن ألف في هذه العلم الجليل .


وقد رتبنا أسماء الله الحسنى على حروف المعجم، إلا أننا قدمنا بذكر أعظمها وأجلها وهو اسم ( الله ) لكون جميع الأسماء تنسب إليه، ولا ينسب هو إلى شيء منها:-


1- ( الله ) وهو أكبر الأسماء وأجمع معانيها، وبه ابتدأ الله كتابه الكريم، فقال { بسم الله }(الفاتحة:1)، وابتدأ به رسول الله – صلى الله عليه وسلم – كتبه ورسائله فكان يفتتحها ب ( بسم الله )، وأضاف سبحانه كل أسماءه إليه فقال: { ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها }. وهو علم على الذات، واسم للموجود الحق الجامع لصفات الألوهية، المنعوت بنعوت الربوبية، المنفرد بالوحدانية لا إله إلا هو، وهو اسم غير مشتق، وقيل: مشتق من أله الرجل إلى الرجل يأله إليه، إذا فزع إليه من أمر نزل به، وقيل مشتق من غير ذلك .
ولاسم ( الله ) خصائص منها: أنه أول أسماء الله، وأعظمها، وأعمها مدلولاً، وأنه لم يتسم به أحد من البشر، وأنه الذي يُفتتح به أمور الخير، تبركاً وتيمناً، وأنه إذا ارتفع من الأرض قامت الساعة .



2- ( الأحد ) ورد في قوله تعالى: { قل هو الله أحد }(الإخلاص:1) ومعناه: هو الذي لا شبيه له، ولا نظير، فهو المتفرد في ذاته وصفاته وأفعاله.


3- ( الآخر ) ورد في قوله تعالى: { هو الأول والآخر }(الحديد:3) وفي الحديث: ( وأنت الآخر فليس بعدك شيء ) رواه مسلم ، ومعناه: الذي ليس لوجوده نهاية، بل له الخلود المطلق، والبقاء الدائم، لا يفنى ولا يبيد .


4- ( الأعلى ) ورد أن النبي - صلى الله عليه وسلم – كان يقول في سجوده: ( سبحان ربي الأعلى ) رواه مسلم ومعناه: الذي علا على كل شيء، فمهما تصور العبد عالياً فالله أعلى منه، فله العلو المطلق في ذاته وصفاته .


5- (الأكرم) ورد في قوله تعالى: { اقرأ وربك الأكرم }(العلق:3) ومعناه: الذي لا يوازي كرمه كرم، ولا يعادله في كرمه كريم.


6- (الأول) ورد في قوله تعالى: { هو الأول }(الحديد:3) وفي الحديث: ( أنت الأول فليس قبلك شيء ) رواه مسلم . ومعناه: الذي ليس لوجوده بداية، فكل ما سواه كائن بعد أن لم يكن .


7- (البارئ) ورد في قوله تعالى: { هو الله الخالق البارئ }(الحشر:24)، وهو في معنى الخالق إلا أنه يدل على مطلق الخلق من غير تقدير .


8- (الباسط) ورد في قوله صلى الله عليه وسلم: ( إن الله المسعر القابض الباسط ) رواه الترمذي وصححه . ومعناه: الذي يوسع رزقه على من يشاء من عباده كما قال تعالى: { والله يقبض ويبسط }(البقرة: 245).


9- (الباطن) ورد في قوله تعالى: { هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم }(الحديد:3)، وورد في قوله – صلى الله عليه وسلم -: ( وأنت الباطن فليس دونك شيء ) رواه مسلم ومعناه: المحتجب عن خلقه فلا يرى في الدنيا، وإنما يُعلم وجوده بدلائل خلقه وآثار صنعه.


10- (البديع) ورد في قوله تعالى: { بديع السموات والأرض }(البقرة: 117 ) ومعناه: الذي خلق الخلق على غير مثال سابق .


11- (البصير): ورد في قوله تعالى: { وهو السميع البصير }(الشورى:11) ومعناه الذي يرى المبصرات، لا يخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء.


12- ( البَرّ ) ورد في قوله تعالى: { إنا كنا من قبل ندعوه إنه هو البر الرحيم }(الطور: 28) ومعناه: العطوف على عباده المحسن إليهم، الذي عم بره وإحسانه جميع خلقه.


13- (التوّاب) ورد في قوله تعالى: { فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم }(البقرة: 37)، ومعناه: الذي يقبل توبة عباده، وكلما تكررت التوبة تكرر القبول.


14- (الجبار) ورد في قوله تعالى: { هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار }(الحشر:23) ومعناه: مأخوذ من الجبر والقهر والتعالي فهو سبحانه: المستعلي المتعاظم الذي لا يخرج أحد عن أمره الكوني وسلطانه القدري، فهو الذي يحيي ويميت، ويرزق ويفقر، ويعز ويذل، ويفعل ما يشاء في خلقه لا راد لأمره، ولا ناقض لقضائه .


15- (الجليل) أخذ من قوله تعالى: { ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام }(الرحمن: 27 ) ومعناه: العظيم القدر الرفيع الشأن، الذي يصغر كل جليل دون جلاله وعظمته، ويتضع كل عظيم دون شرفه ومنزلته .


16- (الحسيب) ورد في قوله تعالى: { وكفى بالله حسيباً }(النساء: 6) ومعناه: أنه الشريف الذي فاق شرفه كل شرف، والعالم الذي يعلم مقادير الأشياء وأعدادها، والكافي الذي يحفظ ويرزق.


17- (الحافظ) ورد في قوله تعالى: { فالله خير حافظا }(يوسف:64) ومعناه الصائن عبده عن أسباب الهلكة في أمور دينه ودنياه .


18- (الحفيظ) ورد في قوله تعالى: { إن ربي على كل شيء حفيظ }(هود:57) ومعناه: الحافظ، فهو الذي يحفظ السماء أن تقع على الأرض، ويحفظ الأرض أن تهوي، ويحفظ الكواكب أن تصطدم ببعضها، ويحفظ للحياة نظامها، ويحفظ على عباده ما عملوه من خير وشر وطاعة ومعصية .


19- (الحق) ورد في قوله تعالى: { ويعلمون أن الله هو الحق المبين }(النور:25) ومعناه: الذي لا يسع أحد إنكاره، بل يجب إثباته والاعتراف به، لتظاهر الأدلة على وجوده سبحانه .


20- (الحكم) ورد في الكتاب في قوله تعالى: { حتى يحكم الله بيننا وهو خير الحاكمين }(الأعراف:78)، وقال - صلى الله عليه وسلم -: ( إن الله هو الحكم وإليه الحكم ) رواه أبو داود ، ومعناه: الذي يفصل بين المتخاصمين بالعدل، ويقضي بين المختلفين بالقسط، ويشرّع الشرائع، ويضع الأحكام .


21- (الحكيم) ورد في قوله تعالى: { قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم }(البقرة: 32)، ومعناه: الذي يضع الأمور مواضعها، ولا يفعل إلا الصواب، ولا يقول إلا الحق، وأفعاله سديدة، وصنعه متقن .


22- (الحليم) ورد في قوله تعالى: { والله غفور حليم }(البقرة:225) ومعناه: الذي لا يحبس إنعامه وأفضاله عن عباده لأجل ذنوبهم، بل يرزقهم ويحفظهم ويرشدهم حتى يعودوا إليه ويتوبوا .


23- (الحميد) ورد في قوله تعالى: { وإن الله لهو الغني الحميد }(الحج:64) ومعناه: المحمود الذي استحق الحمد بفعاله، فهو الذي يحمد في السراء والضراء، وفي الشدة والرخاء، وأفعاله لا تخرج عن مقتضى الحكمة والرحمة والعدل .


24- (الحي) ورد في قوله تعالى: { الله لا إله إلا هو الحي القيوم }(البقرة: 255)، ومعناه: أنه ذو الحياة التامة الكاملة – سبحانه - فحياته ذاتية أزلية، لم يسبقها موت ولا عدم، على خلاف سائر الأحياء . واسم الحي يتضمن جميع الصفات الذاتية كالعلم والقدرة والإرادة وغيرها.


25- (الخالق) ورد في قوله تعالى: { هو الله الخالق البارئ المصور }(الحشر:24) ومعناه: مأخوذ من الخلق وهو الإيجاد والتقدير فالله سبحانه هو الذي قدّر الأشياء قبل وجودها، وأخرجها من العدم إلى الوجود .


26- (الخبير) ورد في قوله تعالى: { وهو الحكيم الخبير }(الأنعام:18) ومعناه: الذي انتهى علمه إلى الإحاطة ببواطن الأشياء وخفاياها كما أحاط بظواهرها .


27- ( الخلاّق ) ورد في قوله تعالى: { إن ربك هو الخلاق العليم }(الحجر: 86)، وهو في معنى الخالق ويزيد عليه في دلالته على كثرة خلق الله واتساعه.


28- ( الديّان ) ورد في قوله - صلى الله عليه وسلم - أن الله ينادي يوم القيامة: ( أنا الملك، أنا الديان ) رواه أحمد ومعناه: الذي يحاسب عباده ويجازيهم، ولا يضيع عمل عامل منهم.


29- ( ذو الجلال والإكرام ) ورد في قوله تعالى: { تبارك اسم ربك ذي الجلال والإكرام }(الرحمن: 78) وكان من دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم - قوله: ( اللهم أنت السلام، ومنك السلام، تباركت يا ذا الجلال والإكرام ) رواه أحمد . ومعناه: أنه صاحب العظمة والكبرياء والشرف، وأهل الكرم والسعة والجود.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://adabbook.yoo7.com
???
زائر




العقيدة الاسلامية  Empty
مُساهمةموضوع: رد: العقيدة الاسلامية    العقيدة الاسلامية  Icon_minitime12010-11-17, 05:55

معجم أسماء الله الحسنى (1)







العلم بالله هو أجل العلوم وأعلاها، وأنفعها عند الله وأسماها، وكيف لا يكون كذلك، وهو يعرّف العباد بأعظم من عُرف، ويقربهم إلى أسمى من عُبد، فهو يجلي للعبد حقيقة ربه، ويعرفه صفاته وأسماءه، حتى يعبده على بصيرة، ويحبه على علم.


وقد حثَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - أمته على تتبع أسمائه - سبحانه - ومعرفتها وحفظها، ووعدهم جزاء ذلك الجنة، فقال - عليه الصلاة والسلام - : ( إن لله تسعة وتسعين اسما مائة إلا واحداً من أحصاها دخل الجنة ) متفق عليه . ولا يعني الحديث حصر أسماء الله في تسعة وتسعين اسماً، وإنما المراد أن الجزاء مرتب ومعلق على إحصاء هذا العدد . أما جملة أسمائه فلا يعلمها إلا هو ، كما جاء في الحديث، قال - صلى الله عليه وسلم - : (أسألك بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو علمته أحداً من خلقك، أو أنزلته في كتابك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك ) رواه أحمد .


وقد دفع هذا التحفيز النبوي العلماء إلى تتبع أسماء الله – سبحانه - من أدلة الكتاب والسنة، فاتفقوا على أسماء، واختلفوا في أخرى، بناء على اختلافهم في طرق استنباط الأسماء، والضوابط التي اعتمدناها في هذا المعجم أن يكون الاسم قد دلّ عليه الكتاب والسنة أو أحدهما، وأن يكون مشتملاً على معاني الثناء والمدح، فإن الله وصف أسمائه بالحسنى أي: التي بلغت الغاية في الحسن، كالعليم والقدير، وألا يكون اسماً جامداً كالدهر والأبد والشيء، واقتفينا في ذكر الأسماء الحسنى ما قاله العلماء ونصوا عليه في كتبهم كالقرطبي والرازي والبيهقي وغيرهم ممن ألف في هذه العلم الجليل .


وقد رتبنا أسماء الله الحسنى على حروف المعجم، إلا أننا قدمنا بذكر أعظمها وأجلها وهو اسم ( الله ) لكون جميع الأسماء تنسب إليه، ولا ينسب هو إلى شيء منها:-


1- ( الله ) وهو أكبر الأسماء وأجمع معانيها، وبه ابتدأ الله كتابه الكريم، فقال { بسم الله }(الفاتحة:1)، وابتدأ به رسول الله – صلى الله عليه وسلم – كتبه ورسائله فكان يفتتحها ب ( بسم الله )، وأضاف سبحانه كل أسماءه إليه فقال: { ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها }. وهو علم على الذات، واسم للموجود الحق الجامع لصفات الألوهية، المنعوت بنعوت الربوبية، المنفرد بالوحدانية لا إله إلا هو، وهو اسم غير مشتق، وقيل: مشتق من أله الرجل إلى الرجل يأله إليه، إذا فزع إليه من أمر نزل به، وقيل مشتق من غير ذلك .
ولاسم ( الله ) خصائص منها: أنه أول أسماء الله، وأعظمها، وأعمها مدلولاً، وأنه لم يتسم به أحد من البشر، وأنه الذي يُفتتح به أمور الخير، تبركاً وتيمناً، وأنه إذا ارتفع من الأرض قامت الساعة .



2- ( الأحد ) ورد في قوله تعالى: { قل هو الله أحد }(الإخلاص:1) ومعناه: هو الذي لا شبيه له، ولا نظير، فهو المتفرد في ذاته وصفاته وأفعاله.


3- ( الآخر ) ورد في قوله تعالى: { هو الأول والآخر }(الحديد:3) وفي الحديث: ( وأنت الآخر فليس بعدك شيء ) رواه مسلم ، ومعناه: الذي ليس لوجوده نهاية، بل له الخلود المطلق، والبقاء الدائم، لا يفنى ولا يبيد .


4- ( الأعلى ) ورد أن النبي - صلى الله عليه وسلم – كان يقول في سجوده: ( سبحان ربي الأعلى ) رواه مسلم ومعناه: الذي علا على كل شيء، فمهما تصور العبد عالياً فالله أعلى منه، فله العلو المطلق في ذاته وصفاته .


5- (الأكرم) ورد في قوله تعالى: { اقرأ وربك الأكرم }(العلق:3) ومعناه: الذي لا يوازي كرمه كرم، ولا يعادله في كرمه كريم.


6- (الأول) ورد في قوله تعالى: { هو الأول }(الحديد:3) وفي الحديث: ( أنت الأول فليس قبلك شيء ) رواه مسلم . ومعناه: الذي ليس لوجوده بداية، فكل ما سواه كائن بعد أن لم يكن .


7- (البارئ) ورد في قوله تعالى: { هو الله الخالق البارئ }(الحشر:24)، وهو في معنى الخالق إلا أنه يدل على مطلق الخلق من غير تقدير .


8- (الباسط) ورد في قوله صلى الله عليه وسلم: ( إن الله المسعر القابض الباسط ) رواه الترمذي وصححه . ومعناه: الذي يوسع رزقه على من يشاء من عباده كما قال تعالى: { والله يقبض ويبسط }(البقرة: 245).


9- (الباطن) ورد في قوله تعالى: { هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم }(الحديد:3)، وورد في قوله – صلى الله عليه وسلم -: ( وأنت الباطن فليس دونك شيء ) رواه مسلم ومعناه: المحتجب عن خلقه فلا يرى في الدنيا، وإنما يُعلم وجوده بدلائل خلقه وآثار صنعه.


10- (البديع) ورد في قوله تعالى: { بديع السموات والأرض }(البقرة: 117 ) ومعناه: الذي خلق الخلق على غير مثال سابق .


11- (البصير): ورد في قوله تعالى: { وهو السميع البصير }(الشورى:11) ومعناه الذي يرى المبصرات، لا يخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء.


12- ( البَرّ ) ورد في قوله تعالى: { إنا كنا من قبل ندعوه إنه هو البر الرحيم }(الطور: 28) ومعناه: العطوف على عباده المحسن إليهم، الذي عم بره وإحسانه جميع خلقه.


13- (التوّاب) ورد في قوله تعالى: { فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم }(البقرة: 37)، ومعناه: الذي يقبل توبة عباده، وكلما تكررت التوبة تكرر القبول.


14- (الجبار) ورد في قوله تعالى: { هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار }(الحشر:23) ومعناه: مأخوذ من الجبر والقهر والتعالي فهو سبحانه: المستعلي المتعاظم الذي لا يخرج أحد عن أمره الكوني وسلطانه القدري، فهو الذي يحيي ويميت، ويرزق ويفقر، ويعز ويذل، ويفعل ما يشاء في خلقه لا راد لأمره، ولا ناقض لقضائه .


15- (الجليل) أخذ من قوله تعالى: { ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام }(الرحمن: 27 ) ومعناه: العظيم القدر الرفيع الشأن، الذي يصغر كل جليل دون جلاله وعظمته، ويتضع كل عظيم دون شرفه ومنزلته .


16- (الحسيب) ورد في قوله تعالى: { وكفى بالله حسيباً }(النساء: 6) ومعناه: أنه الشريف الذي فاق شرفه كل شرف، والعالم الذي يعلم مقادير الأشياء وأعدادها، والكافي الذي يحفظ ويرزق.


17- (الحافظ) ورد في قوله تعالى: { فالله خير حافظا }(يوسف:64) ومعناه الصائن عبده عن أسباب الهلكة في أمور دينه ودنياه .


18- (الحفيظ) ورد في قوله تعالى: { إن ربي على كل شيء حفيظ }(هود:57) ومعناه: الحافظ، فهو الذي يحفظ السماء أن تقع على الأرض، ويحفظ الأرض أن تهوي، ويحفظ الكواكب أن تصطدم ببعضها، ويحفظ للحياة نظامها، ويحفظ على عباده ما عملوه من خير وشر وطاعة ومعصية .


19- (الحق) ورد في قوله تعالى: { ويعلمون أن الله هو الحق المبين }(النور:25) ومعناه: الذي لا يسع أحد إنكاره، بل يجب إثباته والاعتراف به، لتظاهر الأدلة على وجوده سبحانه .


20- (الحكم) ورد في الكتاب في قوله تعالى: { حتى يحكم الله بيننا وهو خير الحاكمين }(الأعراف:78)، وقال - صلى الله عليه وسلم -: ( إن الله هو الحكم وإليه الحكم ) رواه أبو داود ، ومعناه: الذي يفصل بين المتخاصمين بالعدل، ويقضي بين المختلفين بالقسط، ويشرّع الشرائع، ويضع الأحكام .


21- (الحكيم) ورد في قوله تعالى: { قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم }(البقرة: 32)، ومعناه: الذي يضع الأمور مواضعها، ولا يفعل إلا الصواب، ولا يقول إلا الحق، وأفعاله سديدة، وصنعه متقن .


22- (الحليم) ورد في قوله تعالى: { والله غفور حليم }(البقرة:225) ومعناه: الذي لا يحبس إنعامه وأفضاله عن عباده لأجل ذنوبهم، بل يرزقهم ويحفظهم ويرشدهم حتى يعودوا إليه ويتوبوا .


23- (الحميد) ورد في قوله تعالى: { وإن الله لهو الغني الحميد }(الحج:64) ومعناه: المحمود الذي استحق الحمد بفعاله، فهو الذي يحمد في السراء والضراء، وفي الشدة والرخاء، وأفعاله لا تخرج عن مقتضى الحكمة والرحمة والعدل .


24- (الحي) ورد في قوله تعالى: { الله لا إله إلا هو الحي القيوم }(البقرة: 255)، ومعناه: أنه ذو الحياة التامة الكاملة – سبحانه - فحياته ذاتية أزلية، لم يسبقها موت ولا عدم، على خلاف سائر الأحياء . واسم الحي يتضمن جميع الصفات الذاتية كالعلم والقدرة والإرادة وغيرها.


25- (الخالق) ورد في قوله تعالى: { هو الله الخالق البارئ المصور }(الحشر:24) ومعناه: مأخوذ من الخلق وهو الإيجاد والتقدير فالله سبحانه هو الذي قدّر الأشياء قبل وجودها، وأخرجها من العدم إلى الوجود .


26- (الخبير) ورد في قوله تعالى: { وهو الحكيم الخبير }(الأنعام:18) ومعناه: الذي انتهى علمه إلى الإحاطة ببواطن الأشياء وخفاياها كما أحاط بظواهرها .


27- ( الخلاّق ) ورد في قوله تعالى: { إن ربك هو الخلاق العليم }(الحجر: 86)، وهو في معنى الخالق ويزيد عليه في دلالته على كثرة خلق الله واتساعه.


28- ( الديّان ) ورد في قوله - صلى الله عليه وسلم - أن الله ينادي يوم القيامة: ( أنا الملك، أنا الديان ) رواه أحمد ومعناه: الذي يحاسب عباده ويجازيهم، ولا يضيع عمل عامل منهم.


29- ( ذو الجلال والإكرام ) ورد في قوله تعالى: { تبارك اسم ربك ذي الجلال والإكرام }(الرحمن: 78) وكان من دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم - قوله: ( اللهم أنت السلام، ومنك السلام، تباركت يا ذا الجلال والإكرام ) رواه أحمد . ومعناه: أنه صاحب العظمة والكبرياء والشرف، وأهل الكرم والسعة والجود.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
اداب بوك
Admin
اداب بوك


الجنس : ذكر عدد المساهمات : 1367
تاريخ التسجيل : 08/07/2010

العقيدة الاسلامية  Empty
مُساهمةموضوع: رد: العقيدة الاسلامية    العقيدة الاسلامية  Icon_minitime12010-11-17, 05:59

الإسلام دين الفطرة

الفطرة : هي ما ركز في النفوس من الإيمان بوجود الله والاعتراف بربوبيته، وقيل: الاستعداد والقابلية لقبول خطاب الإيمان .
يهودانه: يصيرانه يهودياً .
ينصرانه: يصيرانه نصرانياً .
يمجسانه: يصيرانه مجوسياً .
جمعاء: سالمة من العيوب.
جدعاء: مقطوعة الأذن .
المعنى الإجمالي :
يشير هذا الحديث إلى قضية غاية في الأهمية، وهي أن الأصل في الإنسان هو الإيمان بالله المعبر عنه بالفطرة، والتي يوحي أصلها اللغوي بأنه شيء خلق مع الإنسان وركب فيه، كما يركب سائر أعضائه، وأن الإنسان إنما يخرج عن مقتضى فطرته بمؤثرات خارجية من تربية وبيئة وتعليم، وقد مثل النبي - صلى الله عليه وسلم – لحالة الإنسان حين ولادته على الفطرة بحالة البهيمة في كمال خلقها وخلوها عن العيوب والنقائص حتى إذا كبرت قطعوا آذانها وأنوفها وغيروا خلقتها، فكذلك ما يتعرض له الإنسان من انحراف في فطرته هو بتأثير خارجي، فلو قُدر أن إنسانا نشأ وحده، وتربى وحده دون مؤثر خارجي لنشأ مؤمناً عارفاً بالله .
الفوائد العقدية :
1- أن أول واجب على العباد هو توحيد الله، وذلك أن الإيمان بالله وهو المعبر عنها بالفطرة مركوز في النفس الإنسانية والخلل الطارئ على البشر إنما هو في الشرك بالله واتخاذ آلهة أخرى، وعليه فأول ما يخاطب به من هذا حاله هو توحيد الله ونفي الشركاء، أما من كان الخلل عنده في قضية الوجود الإلهي بأن كان ملحداً فأول ما يخاطب به هو أدلة وجود الله .
2- أن الفطرة لا يمكن أن تزول، وإنما قد تطمس وتغطى بعوارض الكفر والإشراك، فإذا زالت تلك العوارض وموجباتها رجع الإنسان إلى فطرته فآمن بربه وعاد إليه .
3- أن التدين بالدين الحق ضرورة إنسانية لا يمكن للإنسان أن يتغافل ويعرض عنها، أو أن يمحوها من قائمة اهتماماته؛ وذلك لما ركز في أعماق النفس الإنسانية من نزوع إلى من تعبده وتعظمه وتلجأ إليه في النوائب والمصائب والمحن .
4- أن أولاد المؤمنين ناجون يوم القيامة وهي من المسائل المجمع عليها، واختلف العلماء في أولاد المشركين الذين ماتوا قبل أن يبلغوا، والراجح نجاتهم لكونهم ماتوا على الفطرة قبل أن تُغيَر، قال الإمام ابن حجر عن أولاد المشركين: " أنهم في الجنة، قال النووي : هو المذهب الصحيح المختار الذي صار إليه المحققون لقوله تعالى { وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا }(الإسراء:51 ) .. ومن الأدلة أيضا على نجاتهم ما رواه البخاري عن سمرة بن جندب عن النبي - صلى الله عليه وسلم – في الحديث الطويل حديث الرؤيا، وفيه قوله - صلى الله عليه وسلم – ( وأما الرجل الطويل الذي في الروضة، فإنه إبراهيم - عليه السلام - وأما الولدان حوله فكل مولود يولد على الفطرة، قال: فقيل: يا رسول الله وأولاد المشركين ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وأولاد المشركين ) .

5- أن الحكم بنجاة أولاد المشركين في الآخرة لا يعني اختلاف حكمهم عن حكم آبائهم في الدنيا فهم يرثون آبائهم ويرثهم آباؤهم، ويدفنون في مقابر الكفار، ويأسرهم المسلمون في حال الحرب، ويدل على هذا قوله - صلى الله عليه وسلم – وقد سئل عن أبناء المشركين: ( هم من آبائهم ) رواه مسلم .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://adabbook.yoo7.com
اداب بوك
Admin
اداب بوك


الجنس : ذكر عدد المساهمات : 1367
تاريخ التسجيل : 08/07/2010

العقيدة الاسلامية  Empty
مُساهمةموضوع: رد: العقيدة الاسلامية    العقيدة الاسلامية  Icon_minitime12010-11-17, 06:01

التوحيد أول واجب على الناس






عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: لما بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - معاذ بن جبل إلى نحو أهل اليمن قال له: ( إنك تقدم على قوم من أهل الكتاب، فليكن أول ما تدعوهم إلى أن يوحدوا الله تعالى، فإذا عرفوا ذلك فأخبرهم أن الله فرض عليهم خمس صلوات في يومهم وليلتهم، فإذا صلوا فأخبرهم أن الله افترض عليهم زكاة في أموالهم تؤخذ من غنيهم فترد على فقيرهم، فإذا أقرّوا بذلك فخذ منهم، وتوق كرائم أموال الناس ) متفق عليه .


المفردات :
أهل الكتاب: هم اليهود والنصارى.
كرائم: أي أحسن وأكمل ما يملكون.


المعنى الإجمالي :
الحديث يوضح فرض التوحيد وأنه أول ما يخاطب به أهل الكتاب حيث أوصى النبي - صلى الله عليه - معاذاً أن يدعو أهل اليمن - وكانوا أهل كتاب - إلى التوحيد أولاً وهو إفراد الله بالربوبية والألوهية وإفراده بأسمائه وصفاته . كما يوضح الحديث أهمية البدء بالتوحيد، وعدم مخاطبة الناس بغيره من الفرائض حتى يأتوا بالتوحيد أولاً . ويوضح الحديث أهمية بعث العلماء إلى الأقطار لتعليم الناس وتفقيههم في الدين، وأهمية تعريف الداعية والعالم بحال من يُرسل لتعليمه، والبدء بالأهم فالأهم في الدعوة والبلاغ .


الفوائد العقدية:
1- أن أول واجب يتعين مخاطبة الناس به هو التوحيد، كونه الفريضة الأولى التي افترضها الله على عباده.


2-أن التوحيد شرط في قبول الأعمال الصالحة، فلا يقبل عمل صالح من عامله إن لم يأت بالتوحيد أو أخلَّ بأصله وشرطه، لقوله - صلى الله عليه وسلم -: ( فليكن أول ما تدعوهم إلى أن يوحدوا الله تعالى، فإذا عرفوا ذلك فأخبرهم أن الله فرض عليهم خمس صلوات ) حيث رتب – صلى الله عليه وسلم – مخاطبتهم بالفرائض على قبول التوحيد .


3- أنه لا يحكم بإسلام أحد ما لم ينطق بالشهادتين.


4- أن النطق بالشهادتين وحده لا يكفي حتى يتبع ذلك بالعمل الصالح من أداء الواجبات والفرائض حيث لم يكتف النبي – صلى الله عليه وسلم - ببعث معاذ بالتوحيد فحسب وإنما أمره أيضاً بتعليمهم فرائض الإسلام وشرائعه.





الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://adabbook.yoo7.com
اداب بوك
Admin
اداب بوك


الجنس : ذكر عدد المساهمات : 1367
تاريخ التسجيل : 08/07/2010

العقيدة الاسلامية  Empty
مُساهمةموضوع: رد: العقيدة الاسلامية    العقيدة الاسلامية  Icon_minitime12010-11-17, 06:03

فضل التوحيد





عن عثمان بن عفان - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - Sad من مات وهو يعلم أنه لا إله إلا الله دخل الجنة ) رواه مسلم .


المعنى الإجمالي
فضل التوحيد يأتي من كونه أساس الدين ولبه، فغيره يبنى عليه، ولا يبنى هو على غيره، ومن مات على التوحيد فقد مات على لب الدين وأساسه، فلا غرو أن يكون له من الفضل ما يؤهله لدخول الجنة، والفوز برضوان الله، ومعنى التوحيد لا يقتصر على قول كلمته دون العلم بمعناها، والعمل بمقتضاها، فالدين عقيدة وشريعة، ولا تتم النجاة في الآخرة إلا بالإتيان بهما معاً .


الفوائد العقدية
1- فضل التوحيد .
2- نجاة من مات على التوحيد .
3- العلم بمعنى التوحيد شرط لقبوله، وانتفاع المرء به في الآخرة .
4- تعلق النجاة بالعلم بالتوحيد والعمل بمقتضاه لا بمجرد النطق به.




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://adabbook.yoo7.com
 
العقيدة الاسلامية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
موقع اكوالتي :: القسم العام :: منتدى الاسلامي-
انتقل الى: