المشكلات الناجمة عن تعليم المرأة وتغير مكانتها واثرها في عدم استقرار الاسرة
إن هذا النوع من المشكلات حسب المعلومات الاحصائية التي حصلنا عليها من الميدان قد جاء بالتسلسل المرتبي الاول حيث كان وزنه الرياضي 90ه ، بمعنى ان التعليم كان أهم من عمل المرأة واهم من التشريعات القانونية التي منحتها بعض حقوقها واهم من المشكلات الاخرى كما يري المبحوثون . وهذه النتيجة التي حصلنا عليها من الميدان كانت متوقعة لان جميع الدراسات العلمية لاسيما دراسة العالمة "جين فلاود " في كتابها الموسوم التحصيل العلمي وتكافيء الفرص التربوية للطالبات " التي تشير الى أن التعليم يتقدم على المهنة لانه هو الذي يحدد المهنة التي تزاولها المرأة، والمهنة هي التي تحدد الدخل او المورد المالي للمرأة ( ). فضلاً عن ان التشريعات القانونية التي ضمنت للمرأة حقوقها والتي تعتمد على المكانة العلمية والثقافية التي تحتلها المرأة وتعتمد على طبيعة العمل الذي تمارسه خارج البيت والذي يحدد مكانتها في المجتمع .
علينا ان نتسائل هنا كيف ان تعليم المرأة قد شارك في تغيير السلطة الابوية وتبادل الادوار ؟
لقد سبب تعليم المرأة ، تغيير واقع السلطة الابوية وأثار العديد من المشكلات والتحديات للمكانة العالية التي يحتلها الاب او الزوج داخل الاسرة وخارجها. فعندما تعلمت المرأة وحصلت على قسط من الثقافة والتربية والتعليم فانها اخذت تطالب بادخال العديد من التغييرات الى الاسرة على وفق المعرفة والثقافة التي انخرطت فيها . وهذه الحقيقة قد جاءت بالتسلسل المرتبي الاول وكان وزنها الرياضي 93ه . وهناك مشكلة اخرى ناجمة عن تغير السلطة الابوية بسبب عامل تعليم المرأة وهي تغير افكار ومواقف وميول واتجاهات المرأة المتعلمة اذ جاءت بالتسلسل المرتبي الثاني واحتلت وزناً رياضياً قدره (91ه) .
ومن المشكلات الاخرى الناجمة عن تعليم المرأة ضعف سلطة الزوج على المرأة المتعلمة لارتفاع مكانتها . فعندما تكون المرأة متعلمة فان زوجها لا يستطيع فرض ارادته عليها ولا يستطيع ان يمارس الضغوط المختلفة عليها ولكن هذا قــد
يكون سبباً من اسباب الصراع الكامن والخفي بين الزوج والزوجة لان الزوج بحكم عادات وتقاليد المجتمع هو الذي يريد فرض سيطرته على شؤون المرأة والاسرة . وهذه المشكلة قد جاءت بالتسلسل المرتبي الثالث وكان وزنها الرياضي (90ه ). ومن المشكلات الاخرى التي سببها تعليم المرأة حرص المرأة على طلب التربية والتعليم لكي تدخل في مجالات العمل المختلفة المتاحة لها . وقد جاءت هذه المشكلة بالتسلسل المرتبي الرابع واحتلت وزناً رياضياً قدره (88ه ).
فضلاً عن مشكلة وجود المنظمات النسوية في المجتمع المدني تدافع عن حقوق المرأة وتطالب بمساواتها مع الرجل في ميدان التربية والتعليم . وهذه المشكلة جاءت بالتسلسل المرتبي الخامس وكان وزنها الرياضي (75ه ). وهناك مشكلة اخرى يرجع سببها الى تعليم المرأة ، هي استقلالية المرأة ومطالبتها بالمشاركة في اتخاذ القرارات حيث جاءت بالتسلسل المرتبي السادس واحتلت وزناً رياضياً قدره (74ه) . اضافة الى مشكلة اختلاط المرأة باقران وقرينات الدراسة وتأثرها بافكارهن ومثل هذا التأثير قد يزعزع مكانة الاب في الاسرة والمجتمع وقد جاءت هذه المشكلة بالتسلسل المرتبي السابع واحتلت وزناً رياضياً قدره 67 ه . واخيراً هناك مشكلة تحـرر المرأة من القيود والمظالم الاجتماعية والحضارية المفروضة عليها، وهذا التحرر جاء كنتيجة للتعليم الذي تلقته في مؤسسات المجتمع التربوية والتعليمية . وعندما تكون المرأة متحررة من القيود والمظالم الاجتماعية فان هذا يدفعها الى التصرف بصيغة يمكن ان تخفض مكانة الزوج وتقلل من قوته الاجتماعية ، وقد جاءت هذه المشكلة بالتسلسل المرتبي الثامن حيث احتلت وزناً رياضياً قدره (58ه) . والجدول (59) للاوزان الرياضية والجدول(60) للتسلسل المرتبي للمشكلات الناجمة عن تعليم المرأة المذكورين بالترتيب يوضحان ذلك .