موقع اكوالتي
موقع اكوالتي
موقع اكوالتي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

موقع اكوالتي

تعليم | بحوث دراسيه | نشاطات ثقافيه | تقارير علميه | ترجمة نصوص اجتماعيه | علماء | علوم | اخبار | دراسات | منوعات
 
موقع اكوالتي  الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  English  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 واقع الفقر في العراق

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
اداب بوك
Admin
اداب بوك


الجنس : ذكر عدد المساهمات : 1367
تاريخ التسجيل : 08/07/2010

واقع الفقر في العراق Empty
مُساهمةموضوع: واقع الفقر في العراق   واقع الفقر في العراق Icon_minitime12011-03-30, 20:51

واقع الفقر في العراق
إن العراق ومعظم البلدان العربية لا تمتلك تعرفا وطنيا للفقر ولم تحدد خطا وطنيا للفقر ولم يعد النظر إليه بوصفه قلة أو انعدام الدخل وإنما ينظر إليه بوصفه حرمانا من الصحة والتعليم والبيئة السليمة ومن الخدمات الأخرى كالمياه الصالحة والمرافق الصحية الأخرى.( )
والآن في العراق يقوم الجهاز المركزي للإحصاء وتكنولوجيا المعلومات بمشروع مهم بمساعدة دولية ومالية من البنك الدولي من خلال إجراء مسوح شاملة للأحوال الاجتماعية والاقتصادية للأسر الذي من خلاله سيحدد تعريفا وطنيا للفقر بدلا من المعتمد عليه اليوم على أساس دولار واحد يوميا طبقا لمعيار البنك الدولي.( )
والفقر في العراق بل وفي كل مجتمع إنساني ولا يتوقع أن يصدر قرار أو برنامج يؤدي إلى التحرر منه لان الفقر متعدد العوامل والمصادر وان الفقير مسوؤل عن فقره في كثير من الأحيان.( )
وان ظاهرة الفقر في العراق ترجع إلى بعض الدراسات الأكاديمية وفي مقدمتها دراسة الدكتور (محمد حسين باقر)
إن ظاهرة الفقر في العراق شهدت انخفاضا ملحوظا في السبعينيات إلا إن تقديرات الفقر عام 1988 يشير إلى التحسن ومن الواضح أن يكون للحرب العراقية ـ الإيرانية التي دامت ثماني سنوات دور مؤثر ومباشر في معدلات الفقر .وتشير هذه التقديرات إلى تحسن معدلات الفقر خلال عام 1988 وان تقديره هذا يشير على نمط غذائي فعلي أما التقدير الآخر بنى على نمط غذائي مقترح فهو يشير إلى ارتفاع نسبة الفقر إلى (28%)بعد أن كان (19%)عام 1979.( )
حيث اتضح إن تقديرات( محمد حسين باقر) تنحوا لتخفيض الفقر مما ينتج منه نسب متدنية للفقر في العراق.
ولا يزال أكثر من ربع السكان يعيشون في حالة تنعدم فيها الفرص للحياة بشكل يعطي للإنسان أدنى مقومات شعور بإنسانيته,إنها حالة من مستوى المعيشة التي توصف بالفقر الشديد في ظل اقتصاد عالمي تجاوز حجمه (25) تريليون دولار(تقرير التنمية لعام1997). ( ) كما إن الأضرار التي لحقت بالعراق نتيجة الدمار والحروب جعلت البلاد في حالة كساد تضخمي على مجمل السكان ليجعل من الفقر السمة السائدة فيه ,هذا فضلا عن الضغط السكاني في حجم العائلات في العراق كان له الأثر البالغ في اتساع فجوة الفقر.( )
هذا وان ما شهده العراق من مظاهر متداخلة ذات أثار سلبية وفي مقدمتها سوء إدارة الموارد المادية والبشرية والنزاعات والحروب والحصار الاقتصادي الذي استمر لسنوات عدة وما لاحقته في استكمال الصورة نشوب الحرب والاحتلال الأمريكي على العراق في نيسان(2003)مما أدى إلى انهيار مؤسسي للدولة بما فيها الضوابط القانونية والقيمية حيث أدى هذا إلى وجود الحاجة إلى رؤى جديدة للسياسة الاجتماعية وما يتصل بها من برامج وسياسات وفي مقدمتها ما يتعلق بالفقر والفقراء.( )
بالإضافة إلى دخول العراق في إنفاق الحروب والحصار الاقتصادي أدى إلى انتشار الظواهر المعبرة عن الفقر كالأمية وسوء التغذية وانخفاض مستوى التعليم وارتفاع معدلات التضخم وتضاؤل دخول الأفراد والعمل الاجتماعي.( )
وقد اختلفت الدراسات حول موضوع الفقر فأما أن يكون سببا مباشرا لتأثيرات سلبية كالانحراف والجريمة والتشرد,أو أن يكون متغيرا تابعا لظاهر أخرى كالهجرات والبطالة والحروب,وأكد ويلسون(Wilson)إن الفقر كان يمثل مشكلة فردية وحلها كان الهجرة وليس لها اثر على المجتمع وبعد ذلك أصبح الفقر ظاهرة تهدد الكيان الاجتماعية والاقتصادي والسياسي للمجتمع.( )
يعد الفقر عامل مطرد حيث تنتج من خلاله هجرات خارجية حيث انه يوجد في بعض البلدان العربية حوالي(20 مليون شخص)مشردين بالإضافة إلى (19 مليون لأجيء)هذا كله كان سببه الفقر.( )
حيث تبين إن (15%)من أطفال العراق دون سن( 15) سنة يعيشون في مستويات متدنية من الدخول ويقومون بأعمال معينة من اجل الحصول على دخل كافي ,وان هذا العدد أصبح يتزايد بعد الحرب وأعمال العنف حيث قتلت العشرات من العوائل وشردت أبناؤها مما أدى إلى انزلاقهم في الأعمال في سن مبكرة وهجرة العديد من العوائل إلى مناطق أخرى كل هذا أدى إلى تمزق العوائل وتآكل ادخاراتها وجعلها على حافة الهاوية.( )
وان الفقر أمر نسبي يختلف باختلاف الزمان والمكان وان ما يعتبر اليوم فقرا ربما لم يكن كذلك في الماضي والفقر في مجتمع ما لا يعد فقرا في أي مجتمع آخر.( )
ويدرس الفقر من خلال كونه مشكلة مركبة تتعلق بالتخلف البنيوي القائم على أساس بنية المجتمع التي يفرضها التخلف من جهة والاستعمار الذي فرض نفسه من جهة أخرى فأصبح عامل تأثير أساسي رغم كونه عاملا خارجيا حيث حظيت هذه الظاهرة باهتمام دولي كبير لا سيما في منتصف القرن العشرين وذلك بعد اتساع الفجوة السوسيواقتصادية بين البلدان النامية والمتقدمة فانه من المتوقع اتساع هذه الفجوة في القرن الواحد والعشرين بين البلدان ذات الدخل المتوسط وذات الدخل المنخفض حيث سوف يتزايد عدد من يعيشون حياة الفقر المطلق ألان وعددهم (750مليون)ليصبحوا نحو(1000مليون)تقريبا.( )
حيث تبرز هذه الظاهرة ليس عند تحديد الدخل المنخفض والحرمان عندما تقدم المعونات لأولئك الذين يعانون من الحاجة وان جوهر هذه المشكلة يكمن في العلاقة الاتكالية من جانب واحد ينبغي على الفقراء أن يعطوا بجانب ما يأخذون.( )
فضلا عما تقدم فان الفقر عالم يسوده الظلام كل يوم فيه صراع من اجل البقاء حيث يشكل الفقراء الأكثرية الساحقة في كل المجتمعات النامية متحملين حياة الجوع وسوء التغذية والمرض والحرمان من حقهم في التعليم والرعاية الصحية والحصول على مرافق صحية والحماية من الأذى وتستمر أعداد الفقراء بالتزايد بسبب العولمة بوصفها اشد الظواهر الاقتصادية قوة في القرن العشرين.( )
فالفقر ينبغي تحديده بناء على الظروف الموضوعية للعائلة بناء على معيار الدخل أو أي معيار ضبط آخر وليس على التقدير الخاص للعائلة ذاتها.( ) وألان بعد أن تطرقنا إلى واقع الفقر في العراق لا بد أن نسلط الضوء على أهم مقاييس الفقر وأنواعه بالإضافة إلى الأسباب التي أدت إلى ظهوره وتفاقمه كذلك العادات والتقاليد التي يتوارثها الفقراء من جيل إلى آخر(ثقافة الفقر).
أولا: قياس الفقر
يرى الكثير من الدارسين إن المقياس الموضوعي للفقر عن طريق مستوى الدخل لا يعطي صورة واقعية وحقيقية عن مستوى الحرمان الذي تعيشه العوائل ذات الدخول المتدنية ويعتقد معارضو القياس الموضوعي للفقر (تاوسند)إن إحصاءات الدخل ينبغي أن تعززها الانطباعات الذاتية لفقراء وأساليب فهمهم لحالتهم الاجتماعية.( )
وهناك العديد من المؤشرات التي تقيس الفقر مثل نصيب الفرد من استهلاك الغذاء أو نصيب الفرد من الدخل القومي والتي تستعمل لقياس الفقر ,حيث تعد هذه المقاييس محايدة وموضوعية ينبغي آلا تخفي حقيقة إن الفقر هو بشكل أساسي مفهوم معياري .( )

حيث توجد ثلاثة مقاييس لقياس الفقر هي :
1ـ مقياس مباشر يعتمد على تحديد حجم الاستهلاك من سلع محددة.
2ـ مقياس غير مباشر ـالدخل الكلي لوحدة القياس(الفرد ـ العائلة).
3ـ مستوى الرفاه الكلي ـ يعتمد على الحاجات الأساسية .( )
حيث يعتمد المنهج الأول على استهلاك بعض السلع المحددة حيث يحتوي على أربع مكونات تحدد هذا المنهج كمقدار الإنفاق المخصص للطعام وقيمة السعرات الحرارية للطعام وتكاليف محددة ومتوازنة وتكاليف البقاء الإنساني المحتمل ,أما المنهج الثاني(الدخل)هو الاختيار الطبيعي لقياس الفقر حيث يحدد الميزانية التي تفرض على الفرد والعائلة ما يستهلكون كذلك يحدد الفقراء من غير الفقراء حيث يستخدم للدخل النقدي السنوي للعائلة بينما يستخدم الآخرون الدخل الجاري والدخل الفعلي.( ) فنلاحظ إن الذين يعتمدون على المنهج المباشر (الاستهلاك)يعتبرون إن الموت بسبب الحرمان المادي هو اشد أنواع الفقر ونقصان التغذية هو أيضا صورة من صور الفقر حيث نلاحظ في هذا المنهج معرفة الأفراد الذين لا يأكلون بصورة كافي كذلك معرفة الذين يعيشون في مساكن مناسبة والذين لا يحصلون على تعليم ولا تصل إليهم الخدمات الصحية ,أما المنهج الثاني(الدخل)فيكون اقل دقة في قياس الفقر ليس هناك ما يضمن إن العائلة ستضعف دخلها كله.( )
أما البنك الدولي فقد اعتمد على معيار الاستهلاك فالذين يقل استهلاكهم السنوي عن(275)دولار للفرد فإنهم يعيشون في فقر مدقع,أما الذين يتراوح استهلاكهم بين(275و375)دولارا للفرد فيعدون فقراء,وان العائلة التي لا تمتلك غداءا كافيا لغدها فإنها تواجه أسوء أنواع الفقر.( )
واعتمد (ماكهيل)على معيار الحاجات الإنسانية الأساسية في تحديد الفقراء حيث اتخذ الحاجات مقياسا للفقر,فان الأفراد الذين لا يحصلون على الحدود الدنيا لاحتياجات النقص يعدون ضمن الفقراء,أما الذين يحصلون على ما يزيد عن احتياجات النمو فهم يعدون في مستوى معيشي لائق .
ونستخلص من هذه إن الحاجات تنقسم إلى أولية وثانوية حيث تشمل الأولى الحجات الخاصة بالغذاء والمأوى والمياه والصحة والملبس,أما الحاجات الثانوية تشمل الحاجات النفسية والاجتماعية حيث نلاحظ إن الحاجات الأولية لقسم كبير من الفئات الاجتماعية غير مشبعة لحد ألان وخاصة المناطق الفقيرة في الدول النامية.( )
والفقر لا يقاس ويفسر على انه قلة الدخل أو الفشل في الحصول على الحاجات الأساسية ولا يعني قلة الدخل بحد ذاته وإنما هو عدم وفاء الدخل بالنشاطات والتوظيفات التي تتولد عنها القدرة الإنسانية المناسبة للفرد.( )
حيث أشارت (امارتيان سن )إلى إن الفقر عالة على المجتمع ولن يزول دون ترجمة القدرات الإنسانية إلى مشاركة مجتمعية.وبالتالي فان الفرد المعول مهما كانت مكانته فانه يعد فقيرا فكما يتفاوت الفقر على المستوى الفردي (بين الأفراد)فانه يتفاوت على المستوى المجتمعي (أي بين المجتمعات)فمن هنا نشأت الحاجة إلى التعرف والسعي إلى وضع مقياس محلي للفقر.( )
وألان قام الجهاز المركزي للإحصاء وتكنولوجيا المعلومات بإصدار إستراتيجية التخفيف من الفقر وقياس الفقر في العراق,حيث يقاس مستوى الفقر بمقياسين هما (حجم الفقر)وقياس عمق الفقر(فجوة الفقر). وبذلك فان الفقر في العراق يقاس من خلال مقياسين الأول (حجم الفقر)والثاني(فجوة الفقر) حيث يتمثل الأول نسبة الأفراد الذين يقعون تحت مستوى خط الفقر وأنواعه أي نسبة الأفراد الذين لا يستطيعون تامين حاجاتهم الأساسية الغذائية والغير غذائية,أما المؤشر أو المقياس الثاني (فجوة الفقر)فيوفر المعلومات التي تفيد في معرفة كم هو مستوى ابتعاد العوائل عن خط الفقر وهذا يحسب من خلال جمع حالات الفرق في مستويات الفقراء عن خط الفقر,ويستخدم مقياس فجوة الفقر لتحديد الموارد اللازمة لانتشال الفقراء كي يتحولوا من مستوى دون خط الفقر إلى ما فوق ذلك. ( ) حيث يتم احتساب قيمة حجم الفقر على مستوى العراق وقد بلغت( 22,9%)تتراوح بين حدين أدنى وأعلى هما( 20,9%و28,8%) بمستوى ثقة قدرها( 95%)أي ما بين ربع السكان وخمسهم يستهلك دون مستوى الفقر,أما فجوة الفقر على مستوى العراق فقد قدرت ب(4,5)يتراوح بين حدين أدنى وأعلى هما( 4,1%و5,0%) بمستوى ثقة قدرها( 95%)أي إن جذور الفقر ليست عميقة وان أي موارد إضافية محددة قادرة على انتشال الفقراء.( )

جدول (2)
قياس الفقر في العراق
قياس الفقر المؤشر الوطني
حجم الفقر 22,9%
فجوة الفقر 4,5%
ثانيا: خط الفقر وأنواعه
يعد الفقر هو مقياس للدخل والاستهلاك الذي يفرق بين الفقراء وغير الفقراء,حيث عرفه كمال التابعي(بأنه الحالة التي يكن الفرد فيها عاجزا عن توفير الغذاء والملبس والمأوى)( ) حيث بلغ عدد السكان الذين يعيشون تحت خط الفقر وبمقدار دولار واحد(63,6%),أما الذين يعيشون بمقدار دولارين في اليوم تبلغ نسبتهم (87,4%),وبهذا فان خط الفقر يختلف من مجموعة إلى أخرى فالدول النامية يستخدم معيار دولار واحد يوميا بينما يستخدم الدول المتقدمة 4 دولارات يوميا في اليوم.( )
وان تحديد خطوط الفقر مسالة مهمة في تحديد الفقر حيث يعرف (خط الفقر)poverty lineنسبة الإنفاق التي يجب أن يصل إليه الفرد حتى لا يعد فقيرا.( )
وباعتبار خط الفقر أهم مقياس للدخل والاستهلاك فقد وضع البنك الدولي خطا للفقر يوازي (370)دولار في السنة حسب أسعار عام 1985 ومن يكون دخله لقل من ها الخط فقيرا,واستخدم أيضا خطا آخر للفقر يوازي (275دولار)ويكون الفقر تحت هذا الخط فقرا مدقعا.( ) حيث تقع أعلى نسبة للسكان تحت خط الفقر في الفترة من 1987ـ2000 حيث مثلت أعلى نسبة للفقر.( )
وأكدت بعض الدراسات الخاصة بموضوع الفقر إن الفرد يصبح فقيرا عندما يكون دخله منخفضا وإنفاقه عن مستوى الحد الأدنى للحياة المعيشية وبهذا يحدد خط الفقر من خلال الاحتياجات الغذائية هذا فضلا عن الاحتياجات الأخرى كالكساء والسكن وغيرها من الاحتياجات المادية والمعنوية .( ) فضلا عما سبق فقد اعتمد تحديد خط الفقر الوطني العراقي على احتساب كلفة السعرات الحرارية لإدامة صحة الفرد العراقي والتي تقدر ب(2332)سعرة حرارية ,اخذين بنظر الاعتبار الجنس والعمر والوزن سواء في الريف والحضر.
وقد وفرت بيانات المسح الاجتماعي والاقتصادي للأسرة في العراق عام(2007)تقدير كلفة السعرة الحرارية الواحدة حوالي(482) دينار وبهذا يكون كلفة الاحتياجات الغذائية الشهرية للفرد الواحد (34250)دينار ويساوي هذا خط فقر الغذاء, وقد قدر خط فقر السلع والخدمات غير الغذائية ب(42646)دينار للفرد الواحد شهريا وبجمع كلفة الاحتياجات الغذائية وغير الغذائية فان خط الفقر في العراق يساوي (76896)دينار للفرد شهريا وهذا ما يعني إن( 22,9%)أي حوالي (6,9)مليون من العراقيين يعيشون تحت مستوى خط الفقر .( )
وبهذا فان خط الفقر في العراق يساوي ما يغطي الحاجات الغذائية الأساسية زائدا ما يغطي الحاجات الأساسية الغير غذائية.( ) وبناءا على ذلك فهناك عدة أنواع لخط الفقر منها:
1ـ خط الفقر المطلق absolute poverty line
يعد الفقر المطلق الحالة التي لا يتمكن فيها الفرد من التصرف بدخله وإشباع الحاجات الأساسية من السلع الغذائية وغير الغذائية (السكن,الملبس,التعليم,الصحة) فخط الفقر المطلق يتمثل في كلفة تغطية الحاجات بالنسبة للفرد والعائلة لذا فهذا النوع من الفقر يعتمد على معيار الحد الأدنى المطلوب من مستويات الاستهلاك لسد الحاجات الأساسية.( )
2ـ خط الفقر النسبيrelative poverty line
يتحدد هذا النوع من خطوط الفقر تبعا لموقع الفرد والعائلة من المجتمع وعلى هذا الأساس يتحدد خط الفقر النسبي بمقدار أو نسبة معينة من الدخل المتوسط,فمثلا يحدد بنصف الدخل المتوسط أو بالحد الأعلى لدخل (10%)من السكان الأقل دخلا وان خط الفقر النسبي يتغير بتغير الزمان وبتغير الدخل.( )
3ـ خط الفقر المدقعextreme poverty line
يتمثل في هذه الحالة التي لا يستطيع فيها الفرد عبرها التصرف بدخله من الوصول إلى إشباع حاجاته الغذائية المتمثلة بعدد معين من السعرات الحرارية التي تمكنه من مواصلة حياته عند حدود معينة تحسب هذه السعرات وفق النمط الغذائي المقرر بحدود(2150ـ2200) سعرة حرارية للفرد البالغ في اليوم.( )
وكذلك يعد الفقر المدقع عدم كفاية الموارد التي يحصل عليها الفرد لسد الكلفة الدنيا من السلع الغذائية التي لا يستطيع الفرد أن يحيا بدونها إلا لفترة قصيرة أي إن الفرد وصل إلى أدنى مستوى من الفقر ولا يستطيع الحصول على الحد الأدنى من المعيشة.( ) وقد أوضح البنك الدولي لعام(2003)إن حوالي (820)مليون شخص لا يحصلون على ما يكفي من الطعام للعيش بصحة جيدة كما إن حوالي (160)مليون طفل يعانون انخفاضا خطرا في الوزن بالنسبة إلى أعمارهم ويفتقر أكثر من مليار نسمة في الدول ذات الدخل المنخفض إلى مصادر المياه الصالحة كما يفتقر مليارين إلى أساليب الصرف الصحي المناسب.( )
ثالثا: أسباب الفقرcauses of poverty
إن أسباب الفقر تبدو متعددة ومعقدة ومتشابكة فتارة تكون المشكلات العائلية والاجتماعية والاقتصادية سببا للفقر وتارة تكون نتيجة له,حيث يؤدي الفقر إلى هجرة بعض العوائل وخاصة هجرة أرباب العائلة (أي المعيل)كذلك الأمية والبطالة تنتجان فقرا مثلما الفقر ينتج البطالة والأمية ويكون سببا لحدوثهما.( )
بالإضافة إلى ذلك يعد العامل الاقتصادي من أهم العوامل التي أسهمت في وضع الفقر والعمل على استمراره وذلك من خلال سوء توزيع الدخل وانخفاضه لبعض الفئات في المجتمع,وغياب التكامل بين نظم التعليم ومتطلبات سوق العمل أدى إلى تهميش فئات معينة في المجتمع وجعلهم في حالة من الفقر واستمرار البطالة بين فئات المجتمع.( ) وتوجد عدة نظريات تفسر الفقر على انه يرجع إلى شخصية الفرد وتصرفاته كذلك إلى البيئة التي ينمو فيها ويتطبع بطباعها والبعض يرجع الفقر إلى الحظ والنصيب والى أسباب أخرى خارجة عن إرادة الفرد.(( ))
كذلك إن النمو السكاني الذي ينتج بفعل النمو الطبيعي والهجرة يعد عاملا مسببا للفقر,حينما ينمو الأفراد بمعدلات تزيد على النمو الاقتصادي ففي هذه الحالة يحدث تضخم وينتج عنه الفقر حيث نلاحظ مع هذا النمو المتزايد ومع ارتفاع تكاليف العيش وعدم وجود فرص عمل سوف يغرق الأفراد في آفاق الفقر والبطالة والتلوث والجريمة.( )
وأكدت الدراسات إن الفقراء هم الفئة أو الشريحة الاجتماعية الأقل تعليما وأكثر تعرضا لسوء التغذية وبيوتهم تكون غير صحيحة ومعدلات الوفيات عندهم تكون أعلى وإمكانياتهم للحصول على مياه صالحة للشرب تكون اقل وهذا يرجع بدوره إلى انخفاض مستوى التعليم والتدريب والصحة أي انخفاض العامل الاجتماعي لديهم.( )
حيث أكد معظم العلماء الذين درسوا أسباب الفقر بأنه يرجع إلى ذات الفرد فالفشل في العمل والإسراف وسوء التدبير والانحلال الخلقي وشرب الكحول كلها صفات خاصة بالفرد وربما تكون خارجه عن إرادته مما تؤدي إلى تفاقم هذه الظاهرة.( )
وان من أسباب الفقر اليوم في المجتمعات انتشار ظاهرة العولمة في الوقت الذي رفعت فيه شعار العولمة مبشرة بعهد جديد يخفق من معاناة الفقراء,ارتفعت الأصوات منذرة بدور هذه الظاهرة في نشر الفقر وتدمير اقتصاد المجتمعات النامية,وأكد (جورج سروس) احد أقطاب الاقتصاد بقوله"أدت العولمة إلى انتقال رؤؤس الأموال من المجتمعات النامية إلى الدول الغربية" وهذا يعني حولت فئات ما كان يقتات عليه الفقراء إلى موائد المتخمين.( )
أيضا للحروب التي تعرض لها العراق تعد من الأسباب المباشرة في حدوث وتفاقم ظاهرة الفقر فالحروب التي خاضها العراق مع إيران عام1980 ومع دول الخليج العربي عام1990 دفعت بقرارات رسمية نقلت العراق من وفرة ورفاه نسبي إلى فاقة واسعة النطاق حث أصبحت زيادة الفقر واضحة في المدن العراقية (الحضر أسرع من المناطق الريفية).( ) ومن العوامل والأسباب التي أدت إلى شدة الفقر الكوارث الطبيعية كالتصحر والجفاف والتدهور البيئي بما في ذلك تدهور مجال الصحة والخدمات الصحية والخدمات التعليمية وعدم توفر المياه الصحية ,فضلا عن الأسباب الشخصية كلها ظواهر وأمور أدت إلى إفقار المجتمعات وتشردها .( ) وبناءً على هذه الأسباب والعوامل توجد عدة نظريات فسرت الفقر كالنظرية الفردية التي اعتبرت الفقر ظاهرة فردية وان أسبابها ذاتية خاصة بالفرد وهو مسؤول عن فقره ,بالإضافة إلى النظرية الدينية التي فسرت ظاهرة الفقر على انه قدر مقدر من عند الله "وفي السماء رزقكم وما توعدون"سورة الذاريات فان أسباب الفقر خارجه عن قدرة الفرد والمجتمع معا.فضلا عن ذلك فان النظرية الاجتماعية تؤكد إن سبب هذه الظاهرة ليس الفقراء وإنما المجتمع بما فيه من خلل وضعف وتحيز في فعاليات المجتمع التنموية والاجتماعية .( )
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://adabbook.yoo7.com
 
واقع الفقر في العراق
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» النظريات المفسرة لظاهرة الفقر
» اطروحة بعنوان الفقر والمشكلات العائلية | رسالة مقدمة من قبل الطالبة زمن مجيد حميد
» المياه الجوفية في العراق وطرق معالجتها | الكلية التقنية البصره
» أزمة الفكر والسياسة في العراق
» اقليم الهضاب والتلال في العراق

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
موقع اكوالتي :: بحوث ودراسات :: منتدى الثقافي-
انتقل الى: