النظريات المفسرة لظاهرة الفقر
أولا: نظرية الأنظمة الاقتصادية والسياسية المسببة للفقر:
توضح هذه النظرية إن الفرد ليس مسئولا عن الفقر الذي يعانيه ولكن الأنظمة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية دورا مباشرا في إخفاق قدرة الناس في الحصول على فرص ووسائل تمكنهم من تحقيق مستوى معيشي معين.
وأكد جينكز( Jencks)المفكر الاجتماعي الفرنسي صاحب هذه النظرية إن الدخول المتدنية لا تتيح للعوائل فرص تحقيق الاكتفاء الذاتي من الناحية الاقتصادية وتمنع العوائل الفقيرة من الحصول على وظائف معينة مما يؤدي إلى ضعف مستويات الدخول وما يترتب عليه من تناقص فرص التحصيل العلمي والتدريب المهني لتلك العوائل. ( ) بالإضافة إلى ذلك فان طبيعة النظام السياسي بحسب هذه النظرية يعد من أهم العوائق التي تقف أمام الفقراء وذلك لان النفوذ والتأثير السياسي يرتبط طرديا مع الثروة والغنى وهذا يعني إن الفقراء لا يملكون درجة التأثير المطلوب ضمن النظام السياسي التي يمكن أن تحقق لهم مزيد من العدالة والمنافع الاقتصادية. ( )
ثانيا : نظرية الحلقة المفرغة للفقر
تؤكد هذه النظرية إن أساس الفقر هو مستوى الدخل الفردي فمن المعروف أن للفقر حلقة مفرغة وهذه الحلقة تبدأ من انخفاض مستوى الدخل ومن انخفاض مستوى التغذية وبعداه انخفاض الصحة والتعليم وانخفاض الإنتاجية وتنتهي بانخفاض مستوى الدخل مرة أخرى.( )
وان الفكرة المعتمدة في هذه النظرية هي إن الأفراد من ذوي الدخول المرتفعة (الأغنياء)يمكنهم أن يدخروا ويستثمروا بينما لا يستطيع الأفراد من ذوي الدخول المنخفضة (الفقراء) من أن يقوموا بذلك بسهول من اجل كسر الحلقة المفرغة للفقر.( ) ويمكن توضيح مخطط لنظرية الحلقة المفرغة للفقر
مخطط نظرية الحلقة المفرغة للفقر
ثالثا: نظرية الفقر الناجم عن التباينات الجغرافية
تتمحور هذه النظرية على حقيقة أن السكان الذين يعيشون في منطق تفتقر إلى الوسائل الضرورية للوصول إلى تحقيق مستوى معيشي لائق.
حيث أكد شو(Shaw) المفكر البريطاني صاحب هذه النظرية على إن للموقع الجغرافي وعدم توفر المؤهلات والظروف المحفزة أثرا مباشرا في المزيد من الفقر.
وبالتالي فان المزيد من النتائج السلبية الناتجة ان الفقر والمرتبطة به تؤدي إلى ازدياد معدلات الجريمة وضعف الخدمات الاجتماعية.( )
حيث أكدت هذه النظرية على جانب معين يمكن اعتباره احد المشاكل المزمنة التي تواجهها البلدان النامية ولاسيما الفقيرة منها حيث يتمثل في الموارد البشرية ذات المستوى العالي في التحصيل العلمي والمهارات العملية فإنها تبدأ بالانتقال إلى المناطق الفنية فهذا يؤدي إلى فقدان تلك الثروة التي كانت بالإمكان أن تسهم إلى حد بعيد في معالجة مشكلة الفقر وهذا يؤدي إلى تراجع فرص العمل وتدني مستوى الأجور إضافة إلى تضاؤل وانعدام المحفزات في العمل والسعي إلى تجاوز هذه الحالة .( )