مشكلة الطلاق:
تعد هذه المشكلة ظاهرة اجتماعية تنبع من المجتمع وتنجم من العلاقات الاجتماعية غير السليمة وتعد ظاهرة قديمة عرفت منذ قيام المجتمع الإنساني الذي عرف الزواج كونه بداية لتكوين العائلة حيث عرف الطلاق نهاية للحياة الزوجية غير الناضجة إذ يعتبر ملازما للزواج.( )
حيث يعد الطلاق من ابغض ما يمكن في الحياة العائلية أي يعني الانفصال بين الزوجين بحيث تنقطع العلاقة والحياة الزوجية حيث تصاب العائلة في الصميم مما يترك أثار سيئة يترتب عليها مجموعة من الانحرافات السلوكية لدى الأبناء.( )
ولقد دلت دراسات وأبحاث أجريت لبعض الفئات إن الأفراد الذين يتعرضون لاضطرابات نفسية كالجنوح والعدوان واحتراف الدعاة سببه طلاق الوالدين.ولقد قام الدكتور(كامب)بدراسة في الدنمارك على مجموعة من الفتيات ممن يحترفن الدعارة فاكتشف إن ثلثهن نشان بعيدا عن المنازل وفي ظل ظروف يسودها الاضطراب.( )
وقد وجد الطلاق في أقدم القوانين الإنسانية التي ظهرت قبل الميلاد حيث يعد أعضاء الحياة الزوجية وهو مباح شرعا لكنه يعد"ابغض الحلال عند الله".( )
أسباب الطلاق
إن من أهم أسباب الطلاق عامة عند المجتمعات النامية عقم الزوجة والإهمال وعدم قيامها بواجباتها معدم تمكنها من الطبخ بما هو ملائم وأيضا الشك بطباعها.( )
ولقد عرف الطلاق قبل الإسلام وكان مباحا من غير حصر ولا قيد إذ كان من حق الرجل أن يطلق زوجته بإرادته ويعاشرها بإرادته وكان من أسباب الطلاق في ذلك الوقت هم عقم المرأة وعدم تدبير شؤونها والفقر وكثرة إنجاب البنات.( ) كما إن اختلاف شخصية الزوج عن زوجته له اثر سلبي كبير على الحياة الزوجية وكذلك عدم الانسجام العاطفي والجنسي له دور سلبي في حياتهم زد على ذلك اختلاف الاتجاهات بين الزوجين نحو الحياة العائلية.( )
وان زيادة النفقات المعيشية وانتشار المطاعم والفنادق واختلاط الجنسين وازدياد الفردية النفسية بسبب انتشار وزيادة نسبة المتعلمين في المجتمع العربي حيث أصبح الفرد يجب أن يكون حرا طليقا لا يتدخل في شؤون احد وانحلال الروح الدينية والتي هي من أهم العوامل في الاستقرار العائلي وتؤدي إلى نقص نسبة الطلاق في المجتمع الذي تسيطر عليها هذه الروح وإصرار المرأة على أن تكون مساوية للرجل في التصرف في شؤون المنزل وإصرار الرجل أن تبقى سلطته التقليدية في الهيمنة على هذه الشؤون.( )
حيث عرف الطلاق "بأنه انفصال الزوج عن زوجته أو فصم الرباط الذي جمع بينهما على سنة الله "حيث إن انفصال الإنسان عن سنن الله هو انفصال عن أسباب إصلاحه ونظام الفته وسكنه فأمر الطلاق ليس كما يفهمه عامية الناس بالمر الهين بل هو أمر خطير أباحه الإسلام على كراهة حتى لا يخشاه احد إلا لضرورة تضطره إليه.( )
أما العوامل المؤدية إلى حدوث ظاهرة الطلاق:
إن ارتفاع نسبة الطلاق بشكل ثابت تقريبا منذ ثلث قرن من الزمن دل ذلك على إن مشكلة الطلاق متأصلة وتحتاج إلى جهد جريء وفعال وان من أهم هذه العوامل التي أدت إلى حدوث الطلاق هي:
1ـ العوامل الاجتماعية
الطلاق ظاهرة تسود المجتمعات الحديثة ومرتبط بتطور المجتمع وتطور العلاقات الاجتماعية وان أثاره لا تقتصر على الفرد فقط وإنما تمتد لتشمل المجتمع كله وتظهر أثاره المتمثلة بالتشرد والجريمة وان أثاره هذه تؤدي بشكل مباشر في تكوين شخصية الفرد بالإضافة إلى التغيرات التي طرأت على المجتمع والهجرات الخارجية كلها أثرت بحد كبير في زيادة نسبة الطلاق.( )
2ـ العوامل النفسية
يعد الطلاق من اعقد المشكلات الاجتماعيةـ النفسية ونوع من أنواع الاضطراب النفسي أي شخص الذي لا يرى حلا لأزماته النفسية يلتجأ إلى الطلاق فبالإضافة إلى هذا فان العوامل التي أدت إلى خلافات نفسية بين الزوجين هي عدم التوافق بينهم وعدم وجود تبادل عاطفي بينهم دفع ذلك إلى تراكم الأزمات والاضطرابات وادي بدوره إلى حدوث وتفاقم هذه المشكلة .( )
الرئيسية 
2011-03-30, 20:55
